تعرف ما هو أقرب كواكب المجموعة الشمسية للشمس؟ وتعرف على ما هى الظروف التي تحيط به؟ وتعرف على ما هى حالة الشذوذ المساري؟ وهل نستطيع رؤيته من الأرض دون تلسكوبات؟ وهل تمكن الإنسان من الوصول إليه؟ كل هذا وأكثر ستناوله في مقالنا هذا اليوم بإذن الله.
- عُطَارِد: يعتبر كوكب عطارد بالإضافة إلى أنه أقرب الكواكب في المجموعة الشمسية إلى الشمس، هو أيضاً أصغر تلك الكواكب، وعلمياً يرمز له بالرمز (?)، ويمكن تسميته أيضاً باسم ميركوري، وهي كلمة لاتينية الأصل تنسب إلى إله التجارة الروماني.
- تسمية الكوكب عطارد:
مصدر تسميته في معجم لسان العرب تعني طارد ومطّرَد، وتعني المتتابع في سيره، أو سريع الجري، ولهذا اكتسب كوكب عطارد تسميته هذه؛ وذلك لسرعة دورانه الكبيرة حول الشمس.
- معلومات جيولوجية عن كوكب عطارد:
يصل قطر الكوكب الرئيسي إلى 4880 كيلومتر، أما كتلته بالنسبة إلى الأرض تساوي 0.055، أما مقدار السنة على كوكب عطارد، أي المدة التي يستطيع بها الكوكب من إتمام دورته حول الشمس هي 87.969 يوم، ويعتبر كوكب عطار صاحب أعلى شذوذ مداري من بين كل كواكب مجموعتنا الشمسية، ولكن بأصغر ميل محوري من بينها، ويقوم عطارد باتمام ثلاث دورات حول نفسه (محوره) لكل دورتين مداريتين، أما عن الحضيض، فإن الحضيض في مداره لحركته البدارية تتغير بمعدل 43 دقيقة قوسية في كل قرن، وقد تم شرح هذا اعتماداً على النظرية النسبية لأينشتاين في بدايات القرن العشرين.
يمكن مشاهدة عطارد بشكل متألق من سطح الأرض، ويتراوح القدر الظاهري له بين -2.3 إلى 5.7، لكن هذا لا يعني سهولة رؤيته في زاوية درجة الاستطالة الأعظمية بالنسبة إلى الشمس، والتي تقدر بحوالي 28.3 درجة، وهذا يعني أنه لا يمكن رؤية في وضح النهار إلا إذا كان هناك كسوف للشمس، ويمكن رؤيته وقت الفجر أو وقت الشفق.
معلومات كوكب عطارد المتوفرة لدينا تعتبر قليلة نسبياً؛ وذلك لأن التلسكوبات الأرضية لم تتمكن من رؤية شيء غير الأجزاء الهلالية من سطحه، ويعتبر أول مسبار فضائي تمكن من زيارة كوكب عطارد هو المسبار مارينر، والذي استطاع التقاط 45% من خرائط سطح كوكب عطارد، وهذا من خلال زيارته للكوكب التي استغرقت عاماً واحد من عام 1974م إلى عام 1975م، وتم ارسال مسبار آخر في رحلة علمية ثانية في كانون ثاني من العام 2008، وهو المسبار ميسنجر، والذي تمكن من إضافة 30% من خرائط الكوكب عندما مر به.
يحتوي عطارد على فوهات صدمة، وأماكن سهلية، وبهذا يكون عطارد يشبه الأرض في شكله، ولكن لا يتبع لكوكب عطارد أي قمر، ولا يحتوي على غلاف جوي، يمتلك عطارد نواة حديدية كبيرة على عكس القمر، مما يمكنه من توليد حقل مغناطيسي، ويساوي هذا الحقل المغناطيسي ما نسبته 1% من حقل الأرض المغناطيسي، و أما درجة حرارته فيها متغيرة ما بين 90-700 كلفن، أي ما يعدل من -183.15 إلى 426.85 درجة مئوية، ويتكون كوكب عطارد من 70% معادن، و30% سيلكات، وتعتبر كثافته ثاني أعلى كثافة في كواكب المجموعة الشمسية، وتقل عن كثافة كوكب الأرض بحوالي 5.515 غرام/ سم المكعب.