تضم مجرة درب اللبن أو درب التبانة مليارات النجوم، بالإضافة إلى العديد من أجرام السماوية الأخرى، من ضمنهم، الشمس. تقع مجموعتنا الشمسية في طرف درب التبانة، فيما يعرف باسم ذراع الجبار، أو حزام الجبار. هذه المجموعة الشمسية تعرف بالأجرام السماوية التي تشتمل على الكواكب والشمس والأقمار. محور هذه المجموعة هي الشمس، وتحيط بها الكواكب، كل في فلك يسبحون، دون تلامس أو أية تضارب وتقاطع في المسارات، فهي مسيرة بأمر الخالق عز وجل، عظم شأنه وقدرته، وينسب العلماء ذلك لما تملكه الشمس من قوة جاذبية، وحجم كبير. هذا المقال يتناول مقارنة بين حجم هذه الشمس وكوكب الأرض. سنتعرف أولًا على الشمس والأرض ثم نقارن فيما بينهم.
الأرض تتبع في تصنيفها من بين الأجرام السماوية للكواكب، حيث أنّها تتميز بوجود مسار تدور فيه حول الشمس، تمتلك ما يعرف بالجاذبية الأرضية التي تجعلها محافظة على شكلها الكروي، وقمرها على مسافة منها، كتلتها ثابتة، شكلها الكروي يعطيها ميزة المحافظة على مجالها الجوي والفضائي خاليًا من أية أجرام سماوية أخرى: كالنيازك والأذيال الغازية والصخور. يعرف كوكب الأرض بأنّه أكبر الكواكب الداخلية حجمًا، وثالثها بعدًا عن الشمس. لم يثبت وجود أي من أشكال الحياة على الكواكب سوى هذا الكوكب. يمتلك كوكب الارض قمرًا واحدًا فقط. يملك غلافًا مغناطيسيًا وغلافًا هيدروجينيًا وغلافًا آخر جوي. يعتبر من الكواكب النشطة جيولوجيًا. يبلغ الكوكب الأزرق من الحجم مقدار 1.08321 *100،000،000كم مكعب، وتبلغ مساحة سطحه 510،072،000 كم مربع.
الشمس: ذلك النجم الضخم، الكتلة الغازية المشتعلة، تبعث الدفء على سطح الأرض والكواكب الأخرى، وتضيئ المجموعة الشمسية. كل ما يتعلق بها من مقاييس وأرقام يصيب العقل البشري بالذهول من هولها. تبلغ المسافة الواقعة ما بين الشمس وكوكب الأرض بمقدار مائة وخمسين مليون كيلو مترًا، وذلك يعادل المسافة ما بين كوكب الأرض وقمرها بمقدار أربعمئة ضعف. أمّا بالنسبة للحجم، فيبلغ حجم الشمس ما يفوق حجم كوكب الأرض ب1،000،000 مرة. يضاعف قطرها قطر الكرة الأرضية عند خط الاستواء مائة وتسع مرات. تخيّل أنّ هذه الكرة الملتهبة تتسع لمليون كرة أرضية في داخلها. تفوق كتلة الشمس كتلة الأرض بما يزيد عن ثلاثمائة ألف مرة. الأمر الذي يمنها جاذبية هائلة تقدر بأضعاف الجاذبية التي تمتلكها الكرة الارضية بـ ثمانية وعشرون مرة.
والآن، وبعد هذه المفارقات، بإمكانك أن تتخيل كم أنّ هذا النجم العملاق، بضخامته، وحجمه وكتلته مقارنة مع كوكب الأرض الصغير. تبارك الله أحسن الخالقين، هذا دليل واضح يدفعنا للتّدبر في عظمة الخالق، وإبداعه في خلقه. أوجز هذا المقال في طياته مفارقة صغيرة، أظهر من خلالها حجم ومساحة وكتلة وجاذبية وطول قطر نجم الشمس مقابل كوكب الأرض، هذه الارقام لم توجد وليدة الصدفة، بل هي نتاج عمل دؤوب وجد من العلماء في سعيهم لكشف أسرار الكون.