نظراً لابتعاد معظم الناس عن اللحوم الحمراء لما لها مضار على الصحة العامة ، وإقبالهم على اللحوم البيضاء بشكل أكبر استدعى ذلك المزيد من الاهتمام بالدجاج وطرق ووسائل تقديمه والتفنن في إيجاد أكلات مبتكرة منه، ومن ذلك الاستفادة من قوانص الدجاج وطهيها بعدة طرق ووسائل منها اختيار تلك القوانص الطازجة ، وتنظيفها جيداً وتقطيعها كبيرة الحجم لمنع تقلصها أثناء السلق ثم تغسل بالماء والخل وبعد ذلك يتم غليها قليلاً على النار والانتهاء والتخلص من الماء وذلك لإزالة التزنخ منها وأي طعم دسم يمكن أن يتخللها بعد ذلك تفرم بصلة وتقلب بالزيت على الغاز ويضاف الملح والقليل من البهارات غير المطحونة كالهال والزنجبيل والفلفل الأسود وتترك حتى الغلي لمدة ساعة على النار وبعد نضجها توضع عليها البقدونس الناعم مع اضافة رأس من الثوم المفروم بشكل ناعم وتقطع حبتان من البطاطا وتضاف إلى القوانص ويرش عليها القليل من زيت الزيتون ويضاف كوب من مرق القوانص وتوضع في الفرن إلى أن تنضج كل من البطاطا والبقدونس والثوم وتحمر الصينية وتقدم .
ويمكن عمل القوانص أخرى وذلك بتقليبها مع بيض حيث نقوم بسلقها وتصفيتها من المرق ومن ثم تقلب بالزيت إلى أن يصبح لونها ذهبي ثم يضاف إليها البيض والبهارات وغيرها من المنكهات ويفضل أن تقدم ساخنة وتزين بالبقدونس أو الكزبرة أو بدونهما حسب الرغبة ويمكن إضافة الفلفل الحلو إليها بألوانه وتقليبه حتى النضج حيث يعطي شكلاً جذابة للطبق .
والبعض يطهو القوانص بطريقة أخرى حيث يتم طهيها بالأرز فبعد سلقها وتقليبها بالزيت مع البصل والثوم والبهارات والملح وغيرها يتم نقع الأرز واضافته للقوانص واضافة مرقة دجاج أو مرقة ( الماجي) ومن ثم تركه على نار هادئة ليتم نضج الأرز ويمكن إضافة الملونات والصبغات للأرز ليصبح ملوناً . ويمكن إضافة قطعة فحم وغمرها في وعاء الطهي لتعطي طعماً اخراً .
ويمكن استخدام قوانص الدجاج بإعداد شوربة خضار وذاك بعد سلقها وتقطيعها قطع صغيرة جداً واضافة الجزر والبطاطا والكوسا وغيرها من الخضار المقطعة قطعاً صغيرة وكذلك تضاف الكزبرة والبهارات والملح ويمكن اضافة كريمة الطبخ لها وتقدم شوربة بجانب الأكلات الرئيسة .
إنّ قوانص الدجاج من الأجزاء المفيدة التي تحتوي على الزنك والحديد وهما عنصران مهمان لجسم الانسان وكذلك تفيد القوانص بتقوية وتنمية الذاكرة وهي مفيدة لعمل الدماغ . لكن الاكثار من تناولها قد يسبب ارتفاع في ( الكوليستيرول ) لذا على المرء أن يوازن في طعامه ويعتدل في تناول أي صنف كان . إن الأشخاص النباتيون يستغنون بالمجمل عن اللحوم الحمراء والبيضاء أيضاً معتمدين على البقوليات والبروتين الذي يحصلون عليه منها، ولربما القناعة الشخصية والمعتقد الخاص لكل منا هو السبب وراء ذلك .
بلا شك أنّ عالم الطبخ عالم لا محدود، فهو عالم التجريب والفن فقد تكون الأساسيات واحدة إلا ان المهارات مختلفة والذوق متعدد ، لذا فإن طرق ووصفات الطبخ والمقادير والمكونات هي اختيارات شخصية تجريبية قامت على التجربة والتناقل والذوق الخاص، وهذا يمنح كل شخص حق التغيير والتجريب واعتماد المكونات والطرق ووسائل المناسبة له في طهي الأكلة نفسها .