حواس الإنسان
خلق الله تعالى للإنسان حواس خمسة تساعده على التحرك في هذه الحياة بالطريقة التي يريدها، كما وتساعده على القيام بأعماله ووظائفه بالشكل المطلوب الذي يريده، وبما يحقق له مصالحه المختلفة.
من أهمّ الحواس التي وهبها الله تعالى للإنسان حاسة السمع، وآلتها الأذن، التي تعتبر من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، والتي تحتوي في داخلها على منظومة متكاملة تتضافر المكونات فيها فيما بينها من أجل الوصول إلى الغاية المطلوبة وهي فهم الأصوات بعد سماعها. تتكوّن الأذن من الأذن الخارجية، والوسطى، والداخلية. أما الخارجية فهي عبارة عن الصيوان والقناة السمعية، وهي التي تقوم بجمع الأصوات ونقلها إلى الغشاء لإنتاج الذبذات.
تتكوّن الأذن الوسطى من عظيمات ثلاثة قادرة على نقل الذبذبات من الطبلة إلى القوقعة، وأخيراً تتكوّن الأذن الداخلية من القوقعة التي تحمل الموجات الصوتية وتنقلها إلى دماغ الإنسان من أجل معالجتها عن طريق ما يعرف بالعصب السمعي. من أهم أجزاء الأذن عموماً، والأذن الوسطى تحديداً عظمة الركاب، وفيما يلي بعض ما يتعلّق بها.
عظمة الركاب
تعتبر عظمة الركاب العظمة الأصغر من بين كافّة العظام في الهيكل العظمي لجسم الإنسان، وقد أطلق عليها هذا الاسم بسبب شكلها؛ ذلك لأنّ الركاب هو ذلك السرج الذي يتمّ وضعه عادةً على ظهور الأحصنة والخيول، والذي يساعد على ثبات الفارس فوق حصانه.
تقع عظمة الركاب في الأذن الوسطى بعد السندان، وهي إلى جانب ذلك واحدة من العظيمات السمعية التي تتواجد في داخل تجويف الأذن إلى جانب عظمتي المطرقة والسندان. لعظمة الركاب وظيفة خاصة وهي نقل الذبذبات الصوتية إلى قوقعة الأذن مباشرة. بمجرّد دخول الأمواج الصوتية التي تكون محمولةً من خلال الهواء إلى المجرى الخارجي السمعي، فإنها ترتطم من فورها بالغشاء الطبلي مسببةً اهتزازه، مما سيؤدي إلى اهتزاز المطرقة، ثم ينتقل إلى السندان، ثم إلى الركاب.
أهميّة عظمة الركاب
أهمية وفائدة عظمة الركاب عظيمة جداً، فهي تقوم بوظيفة ومهمة تثبيت العظيمات الأخرى بسبب اتصالها بهم، كما أنّ لها أهمية وفائدة وظيفية تتمثل في نقل الذبذات الصوتية، ومن هنا فإن انتشار ضعف السمع قد يكون بسبب بعض المشاكل وعيوب التي تحدث لهذه العظمة الدقيقة، فبمجرّد أن تصاب بالتكلس، تصبح غير قادرة على الحركة بحرية، وبالتالي فهي تصير غير قادرةٍ على نقل ذبذبات الصوت إلى أذن الإنسان الداخلية، ممّا سيؤدّي حتماً إلى الإصابة بنقص وضعف في القدرة السمعية لدى الإنسان، وهي الحالة التي تُسمّى بتصلب الركاب، وهذه الحالة تصيب النساء أكثر من الرجال، ومن أبرز وأهم أعراضها ضعف السمع.