إيطاليا
دولة إيطاليا الحديثة الواقعة في جنوب قارّة أوروبا كانت المكان الذي خرجت منه دول عظمى وثقافات أثّرت في معظم شعوب العالم القديم والحديث على السواء، كما ضمّت إيطاليا الإمبراطورية الرومانية القديمة وحكمتها في معظم أراضي العالم القديم. استطاعت الثقافة الإيطالية تكوين النهضة الأوروبية الحديثة التي أثّرت على مسار الفكر الأوروبي والعالم بصفة عامة، وجمهوريّة إيطاليا الحديثة إحدى الدول المؤثرة في العالم لمركزها الاقتصادي القوي في أوروبا وثقافتها التي تجعل منها أعلى الدول جذباً للسياح في العالم.
تاريخ إيطاليا
التاريخ القديم
استوطن الإنسان إيطاليا منذ ما يقرب من مائتي ألف سنة، وبحلول القرن السابع قبل الميلاد بدأ اليونانيون في تأسيس المستعمرات على سواحل صقلية وجنوب إيطاليا فيما عرف باليونان الكبرى، وقد نمت مدينة روما على مرّ القرون لتضمّ منجزات الحضارتين الإغريقية والرومانية في مزيج أدّى لتأسيس الإمبرطورية الرومانية التي تأسست على إرثها الثقافي الحضارة الغربية بوجه عام.
استمرّت الإمبراطورية الرومانية في التحكم في العالم القديم حتى بدأت في التراجع منذ القرن الثاني الميلادي وظهور المسيحية، وانقسمت إلى شطرين: انهار الجزء الغربي منها المكوّن لإيطاليا الحديثة بسبب الهجمات القوطية التي أدخلتها في فترة العصور الوسطى.
عصري النهضة والتنوير
بحلول القرن الخامس عشر كانت الأراضي الإيطاليّة هي الأكثر تَحضّراً في قارة أوروبا، ومع ذلك لم تتمكّن من التوحّد مرّةً أخرى، وظلّت مقسّمة إلى دويلات مثل نابولي، وفلورنسا، والبندقية، وسمّيت تلك الفترة بعصر النهضة بسبب إعادة اكتشاف الأفكار القديمة وإحيائها من جديد، وهو ما مثّل دفعةً للأمام للخروج من جهل العصور الوسطى، وترك الإيطاليون العديد من الأعمال الهامة في الفكر والفن والآداب، وكانت فلورنسا مركز النهضة الفنية بوجود فنانين عظام مثل دافنشي وميكيلانجيلو.
- في القرن السادس عشر والسابع عشر تحكّم في أجزاء كبيرة من الأراضي الإيطالية كلٌّ من الإسبان والنمساويين، وتعرّضت إيطاليا لنهب ثرواتها من الإسبان، إلّا أنّ أباطرة أسرة هابسبرغ النمساويين تبنوا التنوير لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ممّا جعل المدن الإيطالية الكبرى أرضاً خصبة للنقاشات الفكرية.
توحيد إيطاليا
قامت حركات قوميّة لتوحيد إيطاليا في منتصف القرن التاسع عشر، وفي عام 1866 انضمّ فيكتور عمانوئيل الثاني إلى بروسيا في الحرب البروسية النمساوية، واستطاع ضمّ البندقية إلى مملكة إيطاليا، وفي عام 1870 انسحبت فرنسا من أجزاء كبيرة من الأراضي الإيطالية أثناء الحرب الفرنسية البروسية ممّا سمح للملك الإيطالي بتوسعة مملكته وضمّ أجزاء أخرى من الأراضي الإيطالية، وبعدها بسنوات قليلة تمّ ضمّ روما إلى المملكة، وانتقلت العاصمة من فلورنسا إليها، وأصبح نظام الحكم ملكيّاً برلمانيّاً.