لبنان
تُعد لبنان واحدةً من الدول العربية الموجودة في غرب القارة الآسيوية، وتحدها من الجهتين الشمالية والشرقية سوريا، ومن الناحية الجنوبية الكيان الصهيوني، وتنحصر على خط الاستواء بين خطي عرض 33 درجة و35 درجة باتجاه الشمال، وخطي طول 35 درجة و37 درجة باتجاه الشرق، وتشهد البلاد نموّاً ملحوظاً في العديد من القطاعات وخاصة السياحة، والتجارة، والخدمات المصرفية.
تاريخ لبنان
تُعد لبنان واحدةً من أقدم المناطق المأهولة في العالم، وذلك بسبب وجود أدلة تعود إلى عام 5000 ق.م، واكتشف العلماء بقايا لأكواخ مع أرضيات مُشيدة من الحجر الجيري مع العديد من الأسلحة البدائية، والجرار التي تعود لعصري الحجري الحديث، والنحاسي بالقرب من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكانت لبنان جزءاً من شمال كنعان.
كانت المنطقة مركزاً رئيسياً للمسيحيين في الإمبراطوريّة الرومانية خلال الانتشار المبكر للدين، وفي أواخر القرن الرابع بدأت مرحلة نشوء التقاليد الرهبانية من قبل المارون بالقرب من سلسلة جبال البحر الأبيض المتوسط (جبل لبنان)؛ وذلك لتجنب الاضطهاد الديني من قبل السلطات الرومانية.
خلال القرن السابع غزا العرب المسلمون سوريا ولبنان لإنشاء نظام جديد يحل محل البيزنطيين، وعلى الرغم من أن الإسلام واللغة العربية هي المُهيمنة على هذا النظام الجديد إلّا أنّ نسبة كبيرة اعتنقوا المسيحية، وتحدثوا بالسريانية.
ظهر الشيعة خلال القرن الحادي عشر في الأجزاء الجنوبية من جبال لبنان على يد لالدروز برز، وبعد مرور ثلاثة قرون غزا المملوكيون البلاد، وبعد سقوط الرومانيين سيطر المسلمون الأتراك على لبنان فأرسل البيزنطيون دعوةً إلى البابا في روما للحصول على المساعدة، وكانت النتيجة البدء بسلسلة من الحروب الصليبية التي شنتها الفرجنة لغاية استعادة المناطق الواقعة في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، ومهد ذلك في إنشاء مقاطعة طرابلس على طول الساحل تحت قيادة الروم الكاثوليك.
الانتداب الفرنسي
قُسمت لبنان إلى العديد من المحافظات كمحافظات الشمال، وجبل لبنان الجنوبي، وطرابلس، وبعلبك ، وسهل البقاع، وجبل عامل، وأعقاب الحرب العالمية الأولى قُتل حوالي مائة ألف لبناني، وأدى ذلك إلى هزيمة العرب في المنطقة واستسلامهم بالواقع لتوسع بذلك فرنسا نفوذها بشكل كبير على امتداد البلاد، واعتمد الفرنسيون دستوراً صُدر في 25 مايو 1926 م لتأسيس جمهورية ديمقراطية ذات نظام حكم برلماني في البلاد.
بعد أن حصلت لبنان على استقلالها الذاتي في يوم 22 نوفمبر 1943 م، واجهت العديد من الحروب الأهلية، وعلى الرغم من ذلك استطاع اللبنانيون مواجهة هذه الأزمات لتُصبح واحدةً من أكثر الدول العربيّة تطوراً، وانفتاحاً على الثقافات المتعددة.