تونس
تُعدّ تونس واحدةً من البلدان العربيّة الموجودة في الجزء الشماليّ من إفريقيا، وتقع في أقصى شمال رأس بن السقا، وتحدّها من الناحية الغربيّة الجزائر، وليبيا من الناحية الجنوبيّة الشرقيّة، والبحر الأبيض المتوسط من الناحيتين الشماليّة والشرقيّة، وتقع على خط الاستواء بين خطي عرض 30° و38° باتّجاه الشمال، وبين خطيّ 7° و12° باتّجاه الشرق، وتصل مساحة البلاد إلى 163610 كيلومترات مربّعة، ويعيش عليها ما يُقارب أحد عشر مليون نسمة، وتُعتبر مدينة تونس عاصمةً للبلاد، وأكبر مدنها.
تاريخها
وصلت أساليب الزّراعة إلى تونس بحلول عام أربعة آلاف قبل الميلاد، وذلك لما تتمتّع به البلاد من سهول ساحليّة رطبة، وكان يقطن البلاد في ذلك الوقت الجيتولينس، والليبيون، والبدو، واستقرّ بعد ذلك الميديون في البلاد تحت اسم ماوري، الذين عُرفوا في وقت لاحق باسم المغاربة.
استقرّ الفينيقيّون في البلاد في وقت مبكّر من القرن الثامن قبل الميلاد، وأسّسوا مدينة قرطاج في القرن التاسع، وحدث بعد ذلك سلسلة من الحروب بين اليونانيين والصقليين من أجل قرطاج، وقدم بعد ذلك هانيبال من إيطاليا بغزو قرطاج خلال الحرب البونيقيّة الثانيّة في عام 202 قبل الميلاد، واحتلّت روما قرطاج بعد معركة قرطاج في عام 149 ق.م، وخلال هذه الفترة تطوّرت البلاد كثيراً، وخصوصاً من الناحية الاقتصاديّة بسبب الاعتماد على زراعة الفول، والتين، والعنب، وغيرها من الفواكه.
حدث الفتح الإسلاميّ في وقت ما بين النصف الثاني من القرن السابع إلى الجزء المبكّر من القرن الثامن الميلاديّ، وتم تأسيس أوّل مدينة إسلاميّة في الجزء الشماليّ من إفريقيا، وتم بناء جامع القيروان في ذلك الوقت ليكون أحد روائع الفن الإسلاميّ، والهندسة المعماريّة، وحكم البلاد في ما بعد الحكّام العرب، وبفضلهم ازدهرت في ظلّ هذا الحكم من جميع جوانب الحياة، وحكم الزيريّون البلاد بعدما تخلّى الفاطميون عنها في عام 972 ميلاديّة، وشهدت تونس في ذلك الوقت تطوّراً في الزراعة، والصناعة، والتجارة، والتعليم الديني والعلماني.
استولى الإسبان على العديد من المدن الساحليّة التونسيّة، لفترة قصيرة إلى أن جاء الفتح العثمانيّ في عام 1534 تحت قيادة بربروسا خير الدين، الذي كان يشغل باشا الأسطول العثمانيّ في عهد سليمان القانونيّ، وضعف الحكم العثمانيّ خلال القرن التاسع عشر، وأصبحت تونس بعد ذلك أحد الدول التي تُسيطر عليها فرنسا في عام 1881 ميلاديّة، وفي عام 1956 ميلاديّة استقلّت البلاد عن فرنسا بقيادة الحبيب بورقيبة، الذي أصبح بعد ذلك أوّل رئيس تونسيّ.