قبل التعرّف على سكان أمريكا الأصليين لا بدّ من العودة إلى مرحلةٍ تاريخيةٍ مهمة من تاريخ أوروبا وهي مرحلة الكشوف الجغرافيّة، وذلك للتعرّف على سكان أمريكا الحاليين. الكشوف الجغرافية
كانت أوروبا قبل حركة الكشوف الجغرافيّة تعيش أزمات دينيّة لا بل وحروب بسبب سيطرة رجال الدين المسيحي على كافة الأمور في بلدانهم، واحتكارهم لتفسير الكتاب المقدّس، وانتشار الفساد بالكنائس، ممّا أدّى إلى ظهور أصوات منتقدة لذلك تدعو إلى احترام حرية الإنسان ورأيه وسميّت هذه الحركة بالحركة الإنسانية، كما وظهر خلال هذه الفترة مفكرين وفلاسفة نشروا الوعي بين الناس وترجموا الكتب وحصلت مصادمات بينهم وبين الكنيسة. هذه الظروف وغيرها من عوامل سياسيّة دعت بعض الدول إلى الالبحث عن طرق ووسائل تجاريّة مع جنوب شرق آسيا لا تمر بآسيا بسبب تحكّم بعض الدول بهذه الطرق ووسائل وزيادة كلفة حماية هذه التجارة، وبالتالي ارتفاع أثمانها وأحيانا انقطاعها.
أوروبا وآسيا وإفريقيا هي قارات العالم القديم والتي لم ييكن يُعرف بتواجد يابس غربها على الشق الغربي للمحيط الأطلسي، ومن هنا كان الهدف هو إيجاد طريق بحري يصل إلى الهند وتمّت حركة الكشوف الجغرافيّة على هذا الأساس، وأوّل ما بدأت حركة الكشوف الجغرافية من البرتغال مستفيدة من الكتب والمعلومات الجغرافية الإسلامية.
ذكرت المصادر التاريخية بأنّ عالم من علماء الصين المسلمين هو أوّل من وصل إلى اليابس في أمريكا، ومن بعده جاء الرحالة كولومبوس ولم يكن يعرف بأنّه اكتشف أرض جديدة، ومن بعده جاء رحالة آخر هو أمريكيو وعرف بأنّ هذه ألأرض لم تكن معروفه وسميت باسمه.وعُرفت هذه القارات بالعالم الجديد وهي أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا.
من بعد هذه الاكتشافات بدأت الهجرة إلى الأرض الجديدة من قِبل الأوروبيين والاستيطان بها، وبدأت الهجرات الأوروبية إلى أرض أمريكا حيث أقاموا المستعمرات التابعة لبلدانهم الأصليّة إلى أن تضاربت مصالحهم فاستقلّوا عنهم بعد حرب الاستقلال، حيث كان الهنود الحمر يسكنون هذه الأراضي.
الهنود الحمر
الهنود الحمر هم السكان الأصليون لأمريكا وكانوا يعيشون حياة بدائية بسيطة، ومع تكاثر المهاجرين الأوروبيين واستيطانهم في الأراضي الجديد تراجع شعب الهنود الحمر ولم يكن باستطاعتهم مواجهة موجة الاستيطان الأوروبي المتسلّح بالعلم والمعرفة.
وما زال العدد الكبير من الهنود الحمر يعيشون في دول أمريكا الشمالية والجنوبية ويتداولون لغتهم الأصلية ولهم عاداتهم وثقافتهم، وبعض الجماعات منهم يعيشون في مجتمعات منعزلة عن الغربيين والبعض أجبرتهم حكومات الولايات المتحدة الأمريكية على العيش في محميات خاصة حيث يواجهون موجة من التمييز بينهم وبين الجنس الأبيض حتّى في المؤسسات الطبية التي ترعاهم والمدارس على قلّتها. كان للهنود الحمر حضاراتهم قبل مجيء الأوروبيين فقد كانت لهم تجمّعات سكانيّة دائمة أو حضرية يمارسون الزراعة وأنظمة عشائرية معقّدة.