الباكستان
تعني باكستان بالأردو الأرض النقية أو الطاهرة، ورسمياً هي جمهورية باكستان الإسلامية، وتقع في جنوب آسيا، وهي في المرتبة 36 على مستوى العالم في المساحة حيث تبلغ مساحتها 796095 كيلو متراً مربعاً، ويوجد في باكستان أربعة أقاليم وهي بختون خواه، بنجاب، بلوشتان، سند، ويرجع تسمية باكستان إلى عام 1933م وقد صاغ اسمها الناشط في حركة باكتسان تشوردي رحمت علي، وأتى اسم باكستان من أول حرف من بنجاب، أفغانستان، كشمير، السند.
تاريخ الباكستان
يعود تاريخ باكستان إلى 2500 سنة ما قبل الميلاد، حيث كانت هناك حضارة مزدهرة حول وادي نهر السند، وحكم هذه المنطقة الفرس ومن بعدهم الإسكندر المقدوني، وقام المسلمون بالإبحار إلى إقليم السند وفتحوها ونشروا الدين الإسلامي فيه، وفي عام 391 هـ تم فتح شمال الباكستان على يد المسلمون الأتراك وقام محمود الغزنوي بتأسيس مملكة إسلامية تشمل نفوذها إقليم وادي السند بأكمله.
استقلّت باكستان في 14 أغسطس عام 1947م من دول رابطة الشعوب البريطانية وفي اليوم التالي كان استقلال الهند، وأصبح رئيس الحكومة مؤسس دولة باكستان محمد على جناح، وحدث أول انقلاب عسكري عام 1958م بقيادة الجنرال أيوب خان وكان مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان في عهد أيوب خان بعض الإصلاحات الاقتصادية، وتمّ نقل العاصمة إلى اسلام أباد حيث كانت العاصمة في كراتشي؛ في عام 1965م اشتعلت الحرب بين الهند وباكستان ولم يستطع الجيش الباكستاني بقيادة أيوب خان حسم المعركة فقام بتوقيع اتفاقية سلام في العام 1966م سُميت باتفاقية طشفند، وقام الباكستانيون باتهام أيوب خان بالخيانة؛ لأنه قام بتحويل النصر في أرض المعركة إلى هزيمة في اتفاقية السلام، واستقال وزير خارجيته وقام بأسيس حزب الشعب الباكستاني وذلك في العام 1967 بهدف تنحي أيوب عن الحكومة، وبعد الضغوطان الكبيرة التي تعرض لها أيوب خان قدم استقالته عام 1969 وتولى بعده السلطة آغا محمد يحي خان وهو قائد أركان الجيش.
عام 1970 جرت انتخابات برلمانية فاز فيها ذو الفقار بأغلبية الأصوات، وأول ما قام بفعله هو إطلاق سراح مجيب الرحمن الذي أًصبح رئيساً للدولة، وكان اطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح 92 ألف أسير باكستاني في سجون الهنود والبنغاليين، في عام 1977م حدث انقلاب عسكري بقيادة ضياء الحق، وفي العام 1997م قام قائد الجيش الجنرال برويز مشرف بانقلاب عسكري فقام بحل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ وتم نفي نواز شريف رئيس الحكومة المخلوع إلى المملكة العربية السعودية، وعارض الغرب هذا الانقلاب وقاموا بقطع العلاقات الاقتصادية أدّى إلى آثار اقتصادية مدمرة على بنية باكستان الاقتصادية، وكان ديون باكستان تقارب 32 مليار دولار، ولكن حدث تغير عندما سهل برويز مشرف الأمر للإطاحة بنظام طالبان وتحويل الأراضي الباكستانية إلى قاعدة يتم من ضرب جارتها أفغانستان، وأدى هذا التعاون إلى غليان الشارع الباكستاني حيث لم يكن يعجبهم تعاون مشرف مع القوات الأمريكية وكان على رأس المعارضين لهذه السياسة الجماعة الإسلامية، وفي 18 أغسطس 2008م قدم برويز مشرف استقالته بعد أن تم تهديده بتوجيه اتهامات بالفساد وتولى الرئيس آصف على زرداري وهو الرئيس الحالي لباكستان.
عدد سكان الباكستان
تعتبر باكستان أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان المسلمين ويبلغ حوالي 181.327.000 حسب إحصائية تمت في عام 2004م، وأيضاً تمتلك باكستان أكبر عدد من الشيعة بعد إيران، ولكن الغالبية هم من السنة، ويوجد ما يقارب من 20-25% من المسلمين الشيعة، وما نسبته 2.5% من الأحمدية وهؤلاء يتم اعتبارهم غير مسلمين حسب الدستور الباكستاني، وبعد الإسلام تأتي الديانة المسيحية مع عدد يقدّر بـ 2.800.000 مسيحي بنسبة 1.6% من إجمالي عدد السكان حسب إحصائية لعام 2005م، وبعد ذلك يأتي الدين البهائي والذي يبلغ عدد معتنقيه ما يقارب 30.000 نسمة، وأخيراً تكون البوذية والزرداشتية بنسب أقل.
تركيبة الباكستان الإدارية
توجد أربع أقاليم أساسية في باكستان هي البنجاب والسند وخيبر بختونخوا وبلوشستان وآزاد كشمير، وممّا تمتاز به الحكومة في باكستان أن حكمها فيدرالياً مركزياً، وتتمتع كل الأقاليم السابق ذكرها بحكم محلي إلى جانب إدارة محلية، ولها رئيس ووزراء وبرلمان خاص، ولكن إدارياً ترجع إلى الحكومة الفيدرالية الرئيسية في إسلام أباد؛ وعاصمة بنجاب لاهور وتعتبر مدينة ثقافية عريقة، أمّا السند فعاصمتها كراتشي وتعتبر هي عاصمة باكستان التجارية، أما بيشاور فهي عاصمة خيبر بختونخوا، وبلوشستان عاصمتها كويته ولها لغة خاصة بها هي اللغة البلوشية.
ثقافة المجتمع في باكستان
- تتحكم في الحياة الشخصية لسكان باكستان كل من الآداب، والقيم الإسلامية التقليدية، والثقافة المحلية، والأسرة الممتدة هي وحدة الأسرة الأساسية، إلّا أنّ هناك بعض الاتجاهات نحو الأسر النووية لما هى اسباب اقتصادية واجتماعية ويشهد ذلك تزايد كبير، تزيد الطبقات المتوسطة إلى حوالي 35 مليون، والطبقة العليا إلى 17 مليون؛ ولأنّ الأغلبية مسلمة في باكستان فتكون أعيادهم هي عيد الفطر وعيد الأضحى ويوجد شهر رمضان الكريم الذي يصوم فيه المسلمين.
- اللباس: يرتدي سكان الباكستان من رجال ونساء الزيّ الوطني والذي هو عبارة عن سراويل وقمصان، ولكن كل محافظة في باكستان ترتدي بطريقة خاصة بها، وتتميز الملابس الباكستانية بألوان وتصاميم مميزة.
- المستوى الإعلامي: في الباكستان مؤسسة التلفزيون وهيئة إذاعة باكستان وهي التي تهمين على وسائل الإعلام حتى القرن الواحد والعشرين، وتوجد العديد من القنوات: الأخبار والترفيه الوطنية.
- زاد التحضر في باكستان في زمن الاستقلال؛ وذلك لأنّ غالبية السكان في باكستان يعيشون على طول نهر السند وكراتشي وهي المدن التي تكتظ بالسكان، والسبب الرئيسي في التحضر الهجرة سواء داخل البلاد أو خارجها، والأحداث الاقتصادية والتطورات السياسية وهي من الما هى اسباب الهامة للتحضر.
- تعدّد لغات الأدب الباكستاني: إذ كتب الأدب الباكستاني باللغة الأردية، والسندية، والفارسية، والإنجليزية، والباشتو، والبنجابية، والبلوشية، وقد القتصر التأليف على الأغاني والشعر الديني في القرن التاسع عشر.
- فنّ العمارة: عندما وصل الإسلام الباكستان أنهى العمارة البوذية وبدأ التغيير إلى العمارة الإسلامية، إذ وتوجد الكثير من المباني على الطراز الفارسي والتي لا تزال حتى اليوم وبعض المساجد المزخرفة والملونة.
- المطبخ الباكستاني: يتشابه مع مطبخ شبه القارة الهندية، والتي يعود أصلها إلى المطابخ الملكية لأباطرة المغول في القرن السادس عشر، ولدى الباكستان عدد كبيرة من أطباق اللحوم بالمقارنة مع بقية القارة الفرعية، وأغلب تلك الأطباق يعود أصلها إلى المطبخ الشرقي في آسيا الوسطى، ويعتمد المطبخ الباكستاني على كميات كبيرة من التوابل والأعشاب، ويعتبر الخبز المسطح المصنوع من القمح هو الغذاء الرئيسي، والشراب الأساسي والتقليدي في باكستان هو الشاي الأسود مع الحليب والسكر وهو الأكثر شعبية في أنحاء باكستان، ويُشرب بشكل يومي، أما الحلوى فيعتبر سوهان هو الطبق الشعبي والرئيسي في باكستان.
- الرياضة الوطنية: رياضة الهوكي هي الأكثر شهرة وفازت باكستان بثلاث ميداليات ذهبية في 1960، 1968، 1984، وفازت باكستان أربع مرات في كأس العالم للهوكي، ومن الألعاب الهامة في باكستان لعبة الكريكيت وفاز فريق الكريكيت الوطني مرة واحدة عام 1992م، وقد عانى الكريكيت الباكستاني بسبب رفض الفرق القيام بعمل جولة خوفاً من الإرهاب وذلك بعد أن هاجم مسلحون فريق الكريكيت السريلانكي في مارس عام 2009م.