في رمضان تتفنّن ربّات البيوت في إعداد مختلف الأطعمة والحلويات والأشربة التي تقي الجسم من العطش وحرّ الصيّف. فلا تكاد تخلو موائدنا الرّمضانيّة من عصير التّمر الهنديّ، وعصير الليمون، وعصير الخرّوب، وعصير السّوس، وعصير قمر الدّين. فتعرف ما هو قمر الدين ومم يصنع؟ وتعرف على ما هى فوائده؟
قمر الدّين هو عبارة عن الفواكة المجففّة من المشمش. حيث تشتهر بلاد الشّام في سوريا والأردن وفلسطين بإعداده والإكثار من شربه كعصير، لكنّ سوريا بالذات تشتهر حتماً بتصنيعه لأنّ عاصمتها دمشق تعتير أرضاً خصبة لنمو شجر المشمش الذي يصنع منه "قمر الدّين" السوري المشهور.
يتمّ صنع قمر الدّين عن طريق عصر المشمش الطازج، ومن ثمّ يتمّ إضاقة السكّر إليه وغليه على النّار. ثمّ يعد ذلك يصبّ الخليط على ألواح خشبيّة تدهن بزيت الزّيتون، وتعرّض للشمس حتّى تجف نهائيّاً. بعد أن تجفّ تقطّع على شكل طبقات، ويمكن عمل هذه الطرق وخطوات يدويّاً في المنزل، أو باستخدام الآلات الحديثة.
يباع قمر الدّين على شكل الطبقات التي ذكرناها سابقاً، ويتمّ تحويله لعصير من خلال إذابته بالماء فيشرب، أو قد يؤكل كما هو. ويدخل في صناعة العديد من الحلويّات العربيّة الشهيرة.
لقمر الدّين فوائد عديدة ومتنوّعة، وذلك لإحتوائه وغناه بالكثير من المعادن كالبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والفيتامينات المختلفة. إنّ قمر الدين يساعد في علاج و دواء الكثير من الأمراض والمشاكل وعيوب الصحيّة، فهو يشرب لعلاج و دواء الإسهال والإمساك ومشاكل وعيوب المعدة. كما أنّه مفيد للمرأة الحامل، حيث أنّه يساعد الحامل في حلّ مشكلة الإمساك التي تعاني منها في الأشهر الأخيرة من حملها خاصّة. وقمر الدّين مفيد أيضاً للجنس، فهو منشّط عامّ للجسم، ويحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم لإتمام العمليّة الجنسيّة. إضافة إلى ذلك، فإنّ قمر الدين مفيد في علاج و دواء مرض فقر الدّم، وذلك لغناه بالحديد الذي يحتاج إليه مريض فقر الدّم، لكن يجب الحذر منه لمرضى السكّري، لأنّه يحتوي على الكثير من السكّر.
إنّ عصير قمر الدّين عصير لا بدّ من وجوده على مائدة رمضان بالذات، حيث أنّه يساعد الصائم في مقاومة عطشه خلال النّهار ويعطيه طاقة ونشاط. ولا تخفى علينا الفائدة الجماليّة لهذا المكوّن، حيث أنّه يعتبر من احسن وأفضل ماسكات البشرة، والذي يقوم بترطيبها وإعطائها النضارة والحيويّة، وهو مفيد كذلك لصّحة الشّعر وتغذيته. ويمكنك أيضاً إدخال "شراب قمر الدّين" إلى نظامك الغذائيّ عند عمل الرجيم، فيكون المعوّض لك عن فقدانك للفيتامينات والمعادن، ويمدّك بالطّاقة التي تحتاجها لإتمام الرجيم وعدم التّقاعس عنه، لكن مع تقليل كميّة السكّر المضافة إليه.
لا يقتصر "قمر الدّين" على أكله نيّاً، أو عمله كعصير يشرب. وإنّما يمكن إضافته كمكون أساس لعمل الكثير من الحلويات. وإليكم طريقة "مهلبيّة قمر الدّين" اللذيذة. لعمل المهلبيّة تحتاج إلى لفّة من قمر الدين، وأربع كاسات ماء، ونصف كوب من السكّر، ونصف كوب آخر من النشاء، إضافة إلى ملعقة واحدة من ماء الورد. توضع هذه المكوّنات على النّار مع بعضها، وعندما يبدأ الخليط بالتّماسك يصبّ في كاسات التّقديم، ويمكنك تزيينه بالمكسّرات المختلفة التي تحبّها.