البحث
يُعرف البحث على أنّه العملية التي تتسم بالتنظيم والتكامل والتي تهدف إلى الوصول إلى النتيجة النهائية المرجوة؛ حيث ينتهج الباحث عدة وسائل علمية مناسبة قد تشترك في بعضها مختلف المجالات العلمية، وقد يختص في البعض الآخر كل مجال على حدة.
يعرف علم النفس بأنه دراسة السلوك أكاديمياً وتطبيقياً؛ حيث يهتمّ علم النفس بدراسة الإنسان ولكن وفي بعض الحالات يمكن أن يتم تطبيقه على العديد من أصناف الحيوانات المختلفة. وقد انقسم هذا العلم إلى العديد من العلوم الفرعيّة التي يهتم كلّ واحدٍ منها بجانب معين من جوانب الإنسان النفسية، وفي حالاته المختلفة. وللبحث في هذا العلم هناك عدّة مناهج وطرق ووسائل متبعة من قبل أهل الاختصاص، نبرز بعضها فيما يلي.
طرق ووسائل ومناهج البحث في علم النفس
منهج التأمل الباطن
يعرف هذا المنهج بأنه نظر الإنسان في داخل نفسه ومحاولة الوصول إلى كلّ ما يدور فيها؛ حيث يعتمد هذا المنهج بشكل رئيسي على ملاحظة الإنسان ذاتياً لنفسه، ولأنّ الإنسان نفسه هو الذي يلاحظ ما يدور في نفسه، فقد يؤدّي ذلك إلى كذبه على من حوله وإلى عدم معرفته بشكلٍ كامل بنفسه، أو إلى خداع نفسه والالتفاف عليها، إلا أن ذلك لا يمنع من الاعتماد على الاسبتطان في عدّة حالات وظواهر نفسية معينة، ففي بعض الظواهر النفسية، يعتبر الطريقة الوحيدة التي بإمكانها دراسة هذه الظاهرة النفسية.
المنهج التتبعي
يطلق عليه أحياناً اسم دراسات التطور والنمو، كما يُطلق عليه الدراسة التتبعية، ويعرف هذا المنهج بأنّه المنهج المعني بدراسة الظواهر النفسية على اختلافها من خلال دراسة تسلسلها وتطورها زمنياً، سواء في الحالة الفردية أم الحالة الجماعية؛ حيث تستعمل هذه الطريقة بشكلٍ واضح في دراسة النمو النفسي في مختلف مراحل الإنسان العمرية. ولهذا المنهج العديد من الطرق ووسائل الفرعية منها: الطريقة الطولية، والمستعرضة، والاسترجاعية، ولكل طريقة من هذه الطرق ووسائل إيجابياتها وسلبياتها.
المنهج الإكلينيكي
المنهج الإكلينيكي أو الإثنوغرافي هو ذلك المنهج الذي يعتمد بشكل رئيسيّ على التعمق في بعض الحالات الفردية؛ حيث يختلف عن المنهج الوصفي في كونه من الحالات الإنسانية الخاصة غير المعممة، كما أنه من أقدم المناهج المختصة في دراسة النفس التي عرفت من قبل الإنسانية. يتم جمع المعلومات في هذا المنهج من خلال إجراء بعض الجلسات الفردية التي يقوم فيها الشخص بسرد المعلومات عن حياته مما يؤدي إلى الكشف بشكلٍ كبيرٍ عن مختلف الوقائع المرتبطة باعتلالاته النفسية.
المنهج التجريبي
اقتبس هذا المنهج من بعض العلوم الطبيعيّة؛ كالكيمياء، والفيزياء، والأحياء؛ حيث إنّ المهتم بالبحث التجريبي لا يقتصر فقط في بحثه على الوصف النظري فقط للظواهر النفسية، بل يتعدّى ذلك إلى تجربة أحداث الظاهرة قيد الدراسة من خلال معالجته لعدد من العوامل التي قد تتسبب في حدوث هذه الظاهرة.