البحث في علم النفس
يمر البشر بشتى المواقف في الحياة العملية والخاصة، ويقول العلماء أن تلك المواقف تعد صورة أولية للدراسات النفسية، حيث يكتسب الفرد خبرات يعتبرها حقائق خلال التعامل مع غيره من البشر، لكن تلك الخبرات المكتسبة ليست من خلال منهج علمي ولا يمكن الأخذ بها كحقائق ثابتة.
بينما تتميز المناهج العلمية المختلفة في علم النفس التي تطورت منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، بكون نتائجها أقرب للحقيقة بسبب اتباع الطرق وخطوات العلمية من تحديد المشكلة بدقة، وجمع المعلومات المتصلة بها، ثم وضع فرضيات للحل واختبارها لبيان صلاحيتها من عدمه.
مناهج البحث في علم النفس
هناك مناهج عديدة للبحث في علم النفس وهي:
المنهج التجريبي
يمثل المنهج التجريبي أدق المناهج من حيث النتائج المستخلصة في علم النفس، ذلك أنه يتيح للباحث العديد من المزايا الهامة، أولها القدرة على ضبط المتغيرات أثناء البحث، وملاحظة التأثير ونتائج على الحالات موضوع التجربة، مثل تغيير بعض أنماط الأصوات أو الضوء أو السلوكيات التي يتعرض لها الإنسان أو الحيوان محل التجربة.
يتيح هذا المنهج للباحث أيضاً التكرار قدر ما يشاء مع إعادة تناول التجربة بأكثر من طريقة مختلفة، ولكن يواجه الباحث بعض المشاكل وعيوب خلال تطبيق هذا المنهج في البحث العلمي، مثل عدم القدرة على إجرائه على البشر في حالة وجود خطورة، أو عدم القدرة على تهيئة الظروف الاصطناعية لتماثل الظروف الطبيعية التي يتعرض لها الإنسان، وتؤخذ تلك العوامل في الاعتبار عند عرض نتائج التجارب.
المنهج الميداني
يتميز هذا المنهج عن المنهج التجريبي بإتاحة الفرصة للباحث للحصول على مساحة أكبر من الاختبار بشكل لا يمكن توفيره في التجريبي، خاصة أن الملاحظة والتجربة وفقاً لهذا المنهج تكون ضمن ظروف طبيعية تماماً، وذلك بأن يضع الباحث الشخص محل الاختبار تحت المراقبة لفترة من الزمن، ويمكن أن تطول تلك الفترة أو تقصر بحسب طبيعة البحث، حيث تكون أبحاث علم نفس النمو طويلة الزمن نسبياً لمتابعة التغيرات التي تطرأ على الأطفال.
كما يمكن أن يقوم بعملية المراقبة أكثر من باحث لتفادي التحيز، كما يمكن أن يقدم خلال تلك الأبحاث مجموعات من الأسئلة والاستبيانات للحالات محل البحث للإجابة عنها.
المنهج العيادي
هو متصل بتخصص كامل وهو علم النفس الإكلينيكي، ويستخدم في دراسة الحالات التي تواظب على زيارة العيادات النفسية، ويجمع الباحث معلومات تفصيلية عن الفرد سواء بواسطة الأسئلة المباشرة أو الاختبارات النفسية، ثم يتم فحص وتشخيص المشكلة من خلال دراسة البيانات التي تم جمعها، ولهذا المنهج عيوب مثل الذاتية وافتقار المعلومات عن الحالة للدقة في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن تلافي تلك العيوب أثناء العمل.