المدارس النفسية
يتّخذ المرء جميع الطرق ووسائل التي تُسهم في تحقيق المطالب الأساسية والثانوية التي تنضوي تحت سلوكيّات وأفعال يسعى الإنسان من خلالِها الى تحقيق كلّ ما يلزمه بُغية الحياة الجيدة، إذ إنه يتفاعل تفاعل كبير مع البيئة التي تلزمه على استغلال كل السُبل التي تتضمن الأفكار وأقوال والسلوكيات عديدة يسعى من خلالها إلى التطبيق الفعلي، على هذا يظهر كم كبير من المشكلات والتناقضات داخل النفس؛ نتيجة كلّ التفاعلات التي تمت في بيئة الفرد، ومن هذا المنطلق تم ما يسمى بعلم النفس الذي تفرع الى أكثر من نوع والى أكثر من مدرسة، وفي هذا المقال يتمّ التحدث عن خصائص المدرسة السلوكية.
مفهوم وتعريف ومعنى المدرسة السلوكية
يمكن القول إن المؤسس المدرسة السلوكية هو عالم النفس الأمريكي جون برودوس واطسون، حيث إنه استخدم مصطلح المدرسة السلوكية ليدل على السلوك أثناء عمل ما كما أنه يهتم في دراسة السلوك الناجم عن العمل البيولوجي، حيث ينصب التركيز في هذه المدرسة على السلوك الصادر من الكائنات بغية توقيعه والاستفادة منه، أسست المدرسة كرد على نظريات علم النفس القديمة، حيث ينصب الدراسة في المدرسة السلوكية على الملاحظة وعلى هذا رفضت مدرسة السلوك ما يسمى بالاستبطان القائم على التأمل وشعور ما يجري في الأعماق، كما اعتمدت المدرسة السلوكية على التجارب التي خضع الحيوان إليها؛ وذلك بغية إدراك السلوك الإنساني.
خصائص المدرسة السلوكية
تتميز المدرسة السلوكية عن غيرها من المدارس القديمة بالعديد من الخصائصِ سيتم ذكر أبرزها كالآتي:
- مدرسة علمية: وذلك لتبنّيها السلوك التطبيقي والتنظيمي القائم على وضع الفرضيات مع الآثار المترتبة عليه، كما أنه تم تطبيق الفرضية في عمل ما بأسلوب علمي، وهذا ما دفعها إلى الاعتماد على الاستقراء والاستنتاج.
- مدرسة معيارية: حيث أنها تقوم وفق معايير محددة وذلك لقياس مدى الأداء في عمل ما مع قياس مدى التغيرات التي واكبت العمل حيث يتم ذلك من خلال نظام رقابي ومن خلال ذلك يمكن ملاحظة الفروق وتقديم النتائج.
- مدرسة نفسية: حيث إنّها تهدف إلى دراسة وتغيير السلوك من خلال نظام رقابي فعّال يقف مع العاملين، كما أنّها تعزز الناحية الانسانية للفرد فهي على دراية بمدى تأثير ونتائج نظام الحوافز، وذلك من منطلق أنّ عطاء الإنسان مرتبط بتلبية احتياجاته.
- مدرسة اقتصادية: حيث إنها تسعى إلى التكامل في الأهداف، وذلك بتوحيد الجهود الفعلية في العمل، كما أنها تهتم وتدعم المجموعات والتقسيمات بين الأفراد، وذلك من منطلق التعزيز علاقة الفرد بغيره ممّا يؤدي بصورة غير مباشرة إلى تحقيق أهداف المنظمة، كما أنها تعتمد اللامركزية في اتخاذ القرار أيّ المشاركة الكلية في القرارات.
- مدرسة تأهيلية وتنظيمية: تتضمن سُبل التنمية في المهارات والتفاعل بين الأفراد في المنظمة، كما أنها تهتم في شكل النظم القائمة في المؤسسة؛ وذلك نتيجة حرصها على إجراء أحدث الأنظمة من ناحية الأهداف والقواعد والسياسات وغيرها.