أحلام اليقظة
تختلف أحلام اليقظة عن الأحلام التي نراها خلال نومنا بأنّها صور وخيالات وأمنيات نتمنّى تحقيقها ونشاهدها خلال الوقت الذي نسرح فيه، وتعطينا الشعور بالمتعة والسعادة؛ بل ونغوص في تفاصيل هذه الأحلام وكأننا نشاهد فيلماً سينمائيّاً هذا إذا نظرنا إليها من منظورٍ إيجابيّ، وقد تعطينا الدافع لتحقيق أماني صعبة المنال.
من إيجابياّت أحلام اليقظة أنها تُبعدنا عن التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة وذلك بتخيّل أمور نحبها ونتمنى حدوثها، وفي الوقت نفسه ننسى واقعنا قليلاً خاصّةً إن كان الواقع الذي يعيشه الفرد مؤلماً، وهي لا تعتبر حالةً مرضيّة؛ فهي مجرد خيالات تأتي للفرد في وقت فراغه وتؤمّله في هذه الحياة، وهناك العديد من الأمثلة لعباقرة ومبدعين كانوا منذ الصغر يحلمون أحلام اليقظة، وحقّقوا هذه الأحلام؛ لذا علينا استغلال هذه الحالة للإبداع وتنمية مواهبنا وزيادة وعيِنا.
أحلام اليقظة في علم النفس
تُعرف أحلام اليقظة في علم النفس بأنّها أحداث تنسجها مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ تجعل الشخص يعيش حالة من المغامرات التي تصوّر للفقير بأنه كثير الثراء مثلاً ممّا يجعله يشعر بالسعادة، أو تصوِّر للشخص قليل الحظ بأنه من أكثر الناس نجاحاً ويرى الشخص نفسه يحقق الكثير من الطموحات التي لا يستطيع تحقيقها في واقعه، وهي تساعد الشخص على وضع أهدافه والعمل جاهداً للوصول إليها.
والخلايا العصبيّة تتميّز بأنها تكون متوقّفة عن العمل خلال الوقت الذي نكون فيه مشغولين بالقيام بواجباتنا اليومية، وما إن يصبح الشخص متفرغاً تبدأ هذه الخلايا بإرسال صور وإشارات تجعلنا نرى خيالاتٍ لأمور محبّبة لدينا، وتجعلنا نمزج بين واقعنا وبين أسرارنا الداخلية.
إنّ الحالة التي تسيطر فيها هذه الأحلام على تفكير الإنسان وتلازمه في معظم أوقاته -بحيث لا يستطيع الخروج والعمل أو الدراسة أو ممارسة حياته بشكل طبيعي والاختلاط مع العائلة والأصدقاء- تُعتبر مؤشِّراً لحالة مرضية يجب متابعتها من قبل طبيب نفسي؛ لأنّها قد تصل إلى حد الهوس وتخيل أمور سلبية وغير منطقية يصبح خلالها الشخص انطوائياً منعزلاً عن العالم غارقاً في خيالاته البعيدة كلّ البعد عن الواقع؛ بل وقد تؤدّي إلى تدمير حياته كاملةً، وهذه الحالة قد تنشأ عندما يتعرض الشخص لموقف يصعب عليه تحمله فيلجأ إلى الانعزال عن المجتمع ليسرح بخياله في أمور يعتقد بأنّها ستنسيه الواقع الصعب الذي يعيشه والذي لا يستطيع تخطيه.
ويُمكن لهذه الحالة جعل الشخص لا يميّز بين الواقع والخيال، وبذلك يدخل في حالةٍ تسبّب له الهلوسة وعدم السيطرة على تفكيره؛ لذا من المهم معالجة هذه الحالة كي يعود الشخص إلى وضعه الطبيعيّ، ولمساعدته على تخطّي الأزمة التي سبّبت له هذا الهوس.