يعود أغلب المؤرخين والدارسين لأسماء المدن ، إلى أنّ تسمية عسير تنسب إلى رجل من أصل عدناني ، ويدعى ( عسير ) ، وهو من سكانها الأصليّين ، ويرى البعض الآخر إلى أنّ هذه المنطقة سميت في القديم باسم ( جرش ) ، نسبة إلى مكانٍ معروف يقع في جنوب شرقي مدينة خميس مشيط ، وهو مكان أثرّي ، ولكن تحوّل فيما بعد الاسم إلى عسير وذلك بسبب مسالك هذه المدينة العسيرة ، حيث يلاحظ كثرة صخورها وارتفاع جبالها الشاهقة ، والكثيرة ، ويلاحظ وجود أوديتها العميقة التي تتخلل هذه الجبال ، وكثرة شعابها .
إن مدينة عسير تقطع القسم الجنوبي الغربي من المملكة العربيّة السعوديّة ، حيث تقدّر مساحتها بـ 80.000 ألف كيلو متراً مربعاً ، وهي قسم من هذه المنطقة على ساحل البحر الأحمر، وتتقسّم هذه المدينة إلى ثلاث وحدات جغرافية رئيسيّة ، وهي : ( الهضبة الشرقيّة ، وسلسلة جبال السروات ، وتهامة عسير ) . وإن منطقة عسير تعد أحد المناطق الإدارية في المملكة ، حيث تعتبر مدينة ( أبها ) هي مقر الإمارة ، حيث يتولّى الحكم فيها الأمير صاحب السمو الملكي ( فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود ) .
وتعد منطقة عسير من أغنى مناطق المملكة العربية السعوديّة ، من حيث كميّات الأمطار المتساقطة فيها ، حيث تسجل معدلات هطول الأمطار الصيفية الموسميّة مرتفعة جداً ، ولكنّها تأخذ بالنقصان كلمات وعبارات اتجهنا ناحية الشمال ، لنجدها تنتهي عند الوصول لوادي حلي ، وإنّ أغلب الأمطار المتساقطة ، تتساقط في المنطقة الغربية من جبال السراة ، حيث الانحدار الشديد ، لنجدها تقل كلما اتجهنا إلى الداخل ، ونلاحظ بأنّ الأمطار الصيفيّة هي أكثر أمطار هذه المنطقة الجبلية ، لأنّها تتعرض للرياح الموسمية الغربيّة والجنوبية معاً ، وبصورة مباشرة ، ويلاحظ في منطقة عسير صعود الضباب ، وهي ظاهرة تحدث في الشتاء فقط ، حيث تصعد من أودية تهامة ، ويتم تجميع الضباب في الأماكن العالية من الجبال ، ليعمّ المكان والجو ، وبذلك تصبح الرؤية ضعيفة جداً وتكاد تتعذّر من على بضعة أمتارٍ قليلة ، ويلاحظ بأنّ هذا الضباب قد يستمر لأيّام عدّة ، بدون انقطاع ، وربّما تعود عسير بهذا الاسم ، أيضاً لهذه الظاهرة ، التي تستمر بشكل متتالٍ .