مصر
كان لمصر الأثر الكبير في إحداث التحوّلات الجذرية في المنطقة كاملةً عبر التاريخ الإنساني؛ فهذا الدور العظيم لم يأت من فراغ، بل بسبب ما تمتّعت به هذه الأرض العظيمة من مقوّمات وعوامل جعلتها تحتلّ رأس قائمة الدول، والأمم، والحضارت في التأثير، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم كلّه أيضاً.
لمصر تاريخ عظيم، وتسميتها بهذا الاسم لم تكن عبثاً؛ فكلّ شيء يتعلّق بالتاريخ لا بد وأن يكون وراءه سبب كامن خفي، وقد بذل المؤرخون جهوداً عظيمة في حفظ تاريخ الأمم من الاندثار، وفي الكشف عن الدوافع، والما هى اسباب المتوارية خلف أحداثه، وفيما يلي بحث مُبسّط عن اسم مصر، وتاريخه، وأقوال المتخصّصين فيه.
أصل تسمية مصر بهذا الاسم
يطلق اسم مصر على تلك الأرض التي استوطنتها الأمة المصرية منذ فجر التاريخ، والتي لا تزال ماكثةً فيها إلى يومنا هذا. اسم مصر مشتق من الكلمة العبرانية مصرايم، ومصرايم هو اسم ابن حام بن نوح الذي قدِم بعائلته وقومه إلى منطقة وادي النيل وأقام هناك، بعد أن تفرّق أبناء نوح في البلاد، وقيل أيضاً إنّ اسم مصر اشتقّ من كلمة (صر)، وهي كلمة معروفة لدى العبرانيين وتعني الشدة؛ حيث يُقال إنّها سُمّيت بهذا الاسم بسبب المصاعب والشدائد التي لاقوها أثناء فترة استعبادهم.
يطلق على مصر بالإنجليزية اسم Egypt، وتلفظ (إيجيبت)، ويقال في هذه التسمية أنها منقولة من تسمية اليونانيين لها عندما فتحت على يد القائد المشهور الإسكندر المقدوني؛ حيث سَمّاها اليونانيون باسم (إيجيبتوس)، وهذه التّسمية تتكوّن من شقين: الأول هو (إي) وتعني الدار، والثاني هو (جيبتوس) وتعني قفط، وبهذا يصير معنى التسمية دار القبط. ممّا قيل أيضاً في أصل التسمية الإنجليزية أنها تسمية مشتقّة من الكلمة المصرية المركبة (هيكيبتاه)، والتي تتكوّن من شقّين أيضاً هما: (هيكي) وتعني الدار، و(بتاه) وتدلّ على معبود المصريين القدماء.
كما ويُطلق على مصر في لغة الأقباط اسم (خيمي) أو (كيمي)؛ حيث تُنسب هذه التسمية إلى حام والد مصرايم، ويقال أيضاً إنّ كيم تدلّ على اللون الأسود، إشارةً إلى لون طينة أرض مصر. هذا ويشار إلى أنّ المتخصّصين كانوا قد أوردوا أنّ مصرايم بن حام سكن أرض مصر، وباسمه سُمّيت، وأنّه كان قد أقطع كل واحد من أبنائه قطعةً من الأرض له ولأبنائه من بعده، ومن أبنائه قفطايم الذي يرجع الأقباط إليه في الأصل، والأقباط اليوم هم باقي من تبقّى من الأمة المصرية الأولى التي وفدت إلى هذه الأرض المباركة، واستقرّت فيها منذ مَطلع فجر التاريخ.
