العبقريّة سمة يتمناها جميع البشر ، وهناك العديد من النّاس يظنّون أنّهم يستطيعون أن يكونوا عباقرة كمن سبقوهم ، و المعروف أنّ العبقريّة ترتبط بعدّة أشياء . فالوراثة و الجينات في جسم الإنسان يتحكّمان بمعدّل ذكاء الفرد و قدرته على الإستيعاب و أي نوع من أنواع الذّكاء يتمتّع به دون الأنواع الأخرى ، ويضاف إلى ذلك الخبرات التي يكتسبها الفرد من البيئة المحيطة به ، و الحوادث التي يتعرّض لها الفرد و التي قد تؤدّي إلى تأثيرات نفسيّة تجعل منه شديد الإنتباه أو التّركيز في أحد الموضوعات و بالتّالي يصبح مبدعاً فيه .
و العبقريّة هي أن يكون لدى المرء قدر عال من الذكاء يسمح له بالإبداع في مجال غير مطروق من قبل . و على ذلك فمن الواضح أنّ الشّروط الواجب توافرها في الشّخص العبقري هي : الذكاء ، الإبداع ، العمل .
و طريقك إلى العبقريّة يبدأ من تنمية تلك العوامل في شخصيّتك ، و سوف نستعرضها معاً فيما يلي :
الذكاء : هناك عدّة تعريفات للذكاء ، لكن المتّفق عليه أنّه مجموع العمليّات العقليّة و المهارات الذهنيّة لدى الفرد التي تحدّد قدراته على الفهم و التواصل و الإبداع . وهناك عدّة أنواع من الذكاء ، لا يجب أن يكون لدى الفرد جميع الأنواع على نفس الدّرجة من القوّة ، لكن ما يميّز كل فرد عن الآخر هو تمتّعه بقوّة ذكاء نوع معيّن . عليك أن تالبحث عن نوع الذّكاء الذي تتمتّع به ، و بناءً عليه يمكنك أن تدخل إلى المجال المناسب لتستطيع توظيف ذكائك .
الإبداع : أو الأصالة ، بمعنى قدرتك على ابتكار شيء جديد ، لا أن تسير وفق أنماط محدّدة سلفاً و تظن أنّك تصنع جديداً داخلها ، فإن كنت تجيد الرّسم مثلاً ستجد طريقة لتوظيف الألوان والخطوط بشكل جديد تماماً لا يعتبره من يراه تقليداً لأحد ، و يمكنك أن تستوحي أفكارك من أماكن و أشياء جديدة دائماً . بمعنى آخر أن تفكر خارج الصندوق .
العمل : لا يوجد عبقري يجلس في منزله أو يمارس عمله المعتاد و الروتيني فقط و لا يفعل شيئاً بخصوص هواياته و شغفه . إن كنت تريد أن تصبح عبقريّاً فيجب أن تتصرّف كالعباقرة ، تنام قليلاً و تعمل كثيراً ، لا تظن أنّ التّفكير فقط سيجعلك عبقريّاً فالكل يستطيع التّفكير ، لكن الفارق بين شخص و آخر هو مقدار العمل المبذول لجعل تلك الأفكار واقع .