عندما خلق الله الكون ، كان على يقين بأنه سيورث الأرض للإنسان ليخلفه فيها ، ويعيش عليها ، ليكون الأول والأخير عليها ، ولكن ابتلاءات الله للعباد لا تنتهي ، فما أن نزل آدم من الجنة حتى نزل معه الجن والشيطان ، ليحاولوا إغوائه عن الطريق القويم ، ووعد الله المؤمن بالجنة والكافر بالنار ، كثواب وعقاب على الأعمال .
هناك أنواع كثيرة من السحر ورد ذكرها في القرآن ، وهي على أنواع حسب المنفعة والمضرة ، فهناك السحر البسيط الذي لا يؤذي ، ولا ينفع ، ويقوم به الأشخاص ، على سبيل المرح والمزاح لا أكثر ، والنوع الآخر هو الذي يقوم على الخداع ، والدجل والشعوذة ، وهو ما حذر منه الله في كتابه العزيز ، والنبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه المختلفة .
ومع الأسف الشديد فإن التهافت والإقبال على النوع الثاني من السحر ، جعل الناس تبتعد عن دينها ، وعن ربها ، وتضل بأفعال الشياطين ، فما عاد للدين قوته ، وما عاد للغائب حجته ، وكل منا يالبحث عن حلول سريعة لمشكلات اجتماعية ، فما عدنا نحتمل المشكلات ، ولا ما يأتينا منها ، ونسينا أن الساحر تعرف ما هو إلا خادم للشيطان ، فيأتي ليسألك عن اسم أمك ، فيعطيه الشيطان معلومات عنه ، تساعده في الوصول إلى ثقتك كامرأة أو كرجل ، وتبدأ مرحلة أخرى من العذاب النفسي ، وهذا ما جنته يداك ، فأنت من سمحت لهذا الشيطان بالخوض في حياتك ، والعبث فيها ، أما الساحر فله العذاب الأكبر ، فهو يقدم تنازلات كبيرة للشيطان لينال المساعدة ، ومن بينها سب الذات الإلهية ، ورمي القرآن الكريم في دورات المياه ، والتمسح بالشيطان والجن ، وعمل أشياء شاذة ، لا تمت للدين بصلة ، وهذا كله وارد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم . وكان لا بد من الوقوف على هذا الأمر ، لأن السحر لا يأتي اعتباطاً ، وإنتعرف ما هو موهبة ، ولكن بحدود من الله ، إن أردت أن تنميها فعليك أن تسلك مسالك أخرى .
كيف تصبح ساحراً :
ورد في القرأن قصة الملكين الذين نزلا على الناس ، ليعلماهم السحر ، إلا أن الناس بدأت تأخذ السحر وتسحر به الأزواج ، لتفرقهم عن بعضهم ، ونسوا أن الله سبحانه هو الحامي وهو المدبر ، فالله أعلم وأدرى بأن السحر يضر ولا ينفع ، ونصيحتي لك أخي المسلم أن تبتعد عن هذا المجال ، لأنه سيضعك في مواقف لا تحمد عقباها ، وتوكل على الله ، ودع الأمور تسلك ، وتسير في مجراها الطبيعي الذي شرعه الدين لك .