التحكيم
إنّ الحَكَم جزء أساسيّ في جميع الرياضات، فهو يطبّق قوانين اللعبة على أرض الملعب، ويتحكّم بسير المباراة وباللاعبين في حال ارتكابهم للأخطاء، وقد تؤدّي أخطاء التحكيم في كثيرٍ من الأحيان إلى فوز فريقٍ لا يستحق ذلك، ولهذا يكون الحَكَم مدرّباً في جميع الرياضات تدريباً خاصاً ليستطيع أداء مهمته بالشكل الصحيح، ويظهر في كرة القدم دور الحَكَم في المباراة بشكلٍ كبيرٍ جداً، ويكون له تأثيرٌ كبيرٌ على أرض الملعب، فوظيفة حَكَم كرة القدم الأساسيّة تكون في التأكّد من سلامة اللاعبِين والجمهور معاً على أرض الملعب، والتأكّد من تطبيق جميع القوانين بشكلٍ صحيحٍ على أرض الملعب.
وحتى أوقات قريبة كان الحُكّام المشاركون في البطولات الكبرى كالحكام الموجودين في لائحة الفيفا يمارسون التحكيم كهوايةٍ مصاحبةٍ لمهنتهم الأساسيّة، فقد ترى معلمين يعملون في مجال التحكيم، ولكن وفي الآونة الأخيرة أصبح التحكيم مهنةً كاملةً، وتتطلب من صاحبها مقداراً عالياً من اللياقة البدنيّة، والقدرات المختلفة التي تؤهّله للقيام بهذه العمليّة عل أرض الملعب، فأصبحت تبرُز أسماء العديد من الحُكّام في الملعب شأنهم شأن اللاعبين والمدرّبين؛ لدورهم الكبير في المباراة والتدريب الذي تلقّوه حتى يصبحوا حكاماً، بالإضافة إلى الخبرة التي يتتطلّبها الأمر للتحكيم في الدوريّات الكبرى ككأس العالم.
الشروط الواجب توافرها في الحَكم
وأمّا لتكون حَكَم كرة قدمٍ هاوٍ لتستطيع التحكيم في مبارياتٍ بين أصدقائك على سبيل المثال، فإنّ جلّ ما يتطلّبه الأمر هو حبّ لعبة كرة القدم، ومعرفة القوانين جيّداً، أمّا في حال أردت الانتساب بشكلٍ رسميٍّ إلى عالم التحكيم في كرة القدم، فإنّ هذا سيتطلب أن تنطبق عليك بعض الشروط:
- أن يكون عمرك أربعة عشر عاماً أو أكثر.
- وأن يكون لديك مستوىً من اللياقة يؤهّلك لهذه الوظيفة، فحَكَم كرة القدم يتبع الكرة دائماً ويركض في الملعب كاللاعبين تماماً وربما أكثر من بعضهم.
- عليك أن تتمتّع بإبصارٍ جيّدٍ، لتتمكن من رؤية ما يحدث على أرض الملعب بالتفصيل.
وإن كانت هذه الشروط منطبقةً عليك فبإمكانك الانضمام إلى اتحاد كرة القدم الخاصّ بدولتك، وعندها ستخضع لدورةٍ تحكيمٍ أساسيّةٍ تؤهّلك لتبدأ رحلتك كحَكَم كرة قدم، وعليك أن تكمل دراساتٍ أخرى في التحكيم في كرة القدم وأن تكتسب خبرةً كافيةً من خلال التحكيم في المباريات، لتتمكّن فيما بعد من التحكيم في الدوريّات الكبرى، ففي إنجلترا على سبيل المثال يتسلسل الحَكَم خلال عشر درجاتٍ مختلفة، فيبدأ بالمرحلة العاشرة والتي يكون فيها حكماً هاوياً ويكون متدرّباً في المرحلة التاسعة، وأمّا في المرحلة السابعة فإنّه يكون مؤهّلاً بشكلٍ أساسيّ للتحكيم في مباريات الناشئين على سبيل المثال، وفي المرحلة الأولى يكون مؤهّلاً على اللائحة الوطنيّة للتحكيم في المباريات الكبرى، ويمكنه بعدها الدخول في لائحة الفيفا للتحكيم في الدوريّات العالميّة.