الحسد
إن كنت إنساناً ناجحاً فبالتأكيد أنت محطّ أنظار الكثير ممّن حولك، والذين يقارنون أنفسهم بك، ويتمنون لو أنّهم يأخذون مكانك في كلّ شيء، فالحسد والغيرة من المشاعر الطبيعيّة التي يشعر بها النّاس اتجاه الإنسان الناجح والمتفوّق، فمن طبيعتنا نحن البشر أن نريد الاحسن وأفضل لأنفسنا دائماً وأن نقارن بين نجاحاتنا ونجاحات غيرنا، وكثيراً ما قد نصطدم بغيرنا ممّن يحسدونا ويتمنون لنا زوال النعمة، فكيف يمكن للشخص أن يتعامل مع من يحسده؟ وكيف لنا أن نتفادى الآثار السلبيّة من هذا الأمر؟ إليكم الجواب من خلال هذا المقال.
طريقة التعامل مع الشخص الحسود
عادةً ما نتعرّض للحسد من الأشخاص الذين ينظرون إلينا نظرة فوقيّة، أي يعتقدون أنّنا نملك أشياء كثيرة لا يملكونها؛ سواء أكان في حياتنا المهنيّة، أو الأسريّة، أو الاجتماعيّة، وجميعنا لا نحبّ التعرّض لهذا الشخص الذي يسعى بشتّى الطرق ووسائل إلى تخريب كلّ ما يرغب فيه لنفسه، إليكم هذه النصائح في التعامل مع الحسود:
- تعرّف أوّلاً على الشخص الحاسد وحدّده: عليك أن تعرف حاسدك وذلك بالإشارات التالية:
- إن حظيت بنجاح معيّن وبادلك النّاس بالمباركات والتهنئات، ولم يبادلك أحدٌ ما فاعلم أنّه يحسدك.
- إن استطعت أن تبني بيتاً جديداً، أو منزلاً جديداً، أو تشتري سيارة جديدة ولم يبارك لك أحد بهذا الأمر فاعلم أنّه يحسدك.
- إذا وجدت من حولك ممّن يحاول أن يقلّل من عملك أن نجاحاتك في أمر ما؛ فاعلم أنّه يحسدك.
- إذا أظهر شخص ما كراهيته فجأة دون أن تسيء له أو تؤذيه فاعلم أنّ الأمر غيرة وحسد فقط.
- لا تتكلّم كثيراً عن نفسك أمام من يحسدك: بعد أن تعرف من يحسدك حاول ألاّ تتحدّث عن نفسك أمامه، وكذلك تجنّب أن تذكر نجاحاتك الشخصيّة والتفاخر بها أمامه، وكن متواضعاً قدر الإمكان.
- عليك أن تدرك شخصيّة هذا الحاسد: فالحاسد شخص فاشل، فلا يحسد الناجح الناجح؛ فإنّ الحاسد مريض نفسيّ ويتعمّد الإساءة لغيره بدون حقّ، كما وقد يفعل أموراً غير منطقيّة أبداً، والتصرّف الأمثل اتجاه هذا الشخص هو "التجاهل"، فالتجاهل يقلّل من أهميّة ما يقوم به ومن أهميّة الشخص نفسه، كما أنّ الشخص الحاسد يضرّ نفسه أكثر ممّن يحسده، فإنّه يشغل نفسه بأمور تضيع وقته وتزيد حقده على الدنيا وما فيها، ويتخلّى عن مبادئه وقيمه، فيبتعد الناس عنه وينفرون منه.
- حصّن نفسك: عليك أن تكون مدركاً لحقيقة أنّ الحسد أمر موجود وله تأثيره السلبيّ على الإنسان، فقد حثّنا الرسول الكريم على قراءة المعوّذات الثلاثة "الإخلاص، والفلق، والنّاس" لنحصّن أنفسنا من شرور النّاس وأعينهم، ولكن في المقابل علينا ألاّ نحصر أنفسنا في إطار حسد الناس والخوف الدائم من هذا الأمر، فلن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا، وعلينا بقراءة الأدعية التي تحمينا من العين والحسد؛ ودعاء الحسد أن نقول: "أعوذ بكلمات وعبارات الله التامات من شرّ ما خلق، أعوذ بكلمات وعبارات الله التامات من شر عباده، أعوذ بكلمات وعبارات الله التامات من كل عين حاسدة أعوذ بكلمات وعبارات الله التامات من كل غير راضية. بسم الله خير الأسماء بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه داء، بسم الله خير الأسماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. ما شاء الله ولا قوة إلّا بالله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، اللهم أبرأ إليك من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك فادفع عني عين الحاسدين وحسد الحاسدين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احفظني بعينك التي لا تنام اللهم كلني برعايتك فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، اللهم لا يأتي بالحسنات إلّا أنت ولا يدفع السيئات إلّا أنت، ولا حول ولا قوة إلّا بالله ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم، اللهم لا خير إلّا خيرك ولا طير إلّا طيرك ولا إله غيرك."