جدول المحتويات
برّ الوالدين
من سُنن الفطرة على هذا الكوكب أنْ جعل قدوم أيّ كائنٍ حيٍّ إليها نتيجة تزاوجٍ بين الذَّكر والأنثى، وكان الإنسان أرقى وأشرف هذه الكائنات عند الله سبحانه وتعالى؛ ومن هنا ارتبط الطِّفل بوالديه فهو امتدادٌ وراثيٌّ طبيعيٌّ لهما. ولِعِظم منزلة الوالدين في الأديان السّماويّة فقد جاء الإسلام متممًا لما حثّت عليه الدِّيانات السّابقة، فقرن الله ذاته العليّة بالإحسان إلى الوالدين باستخدام حرف العطف الواو؛ للدلالة على عظيم مكانتهما، قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا"؛ وأمر بطاعتهما وتنفيذ أوامرهما حتى ولو كانا على الكُفر ما لمْ يأمرا بمعصية الخالق جلّ وعلا؛ فيما عدا ذلك فطاعتهما والإحسان إليهما واجبٌ على كلِّ ابنٍ وابنةٍ.
كيفيّة التّعامل مع الوالدين
- والديك قدّما لك الاهتمام والرعاية صغيرًا عن حُبٍ وخوفٍ عليك؛ فواجبك أن تردّ الإحسان بالإحسان فتعطيهما كُلّ اهتمامك في الإصغاء والزِّيارة والتفقد اليوميّ لأحوالهما، وسؤالهما بشكل دائمٍ عن احتياجاتهما ومتطلباتهما.
- التّشارك مع الوالدين في كل شؤون الحياة ولو من باب إظهار الاحترام والتّقدير، وإيّاك أنْ تُظهر لهما الاستغناء عن مشاركتهما وأنّك أصبحت قادرًا على اتخاذ قراراتك بمفردك بعيدًا عنهما.
- معاملة الوالدين كما أمر الله سبحانه وتعالى بالحُسنى في القول والفِعل؛ فتجنب رفع الصّوت عليهما أو لومهما أو توبيخهما أو النّظر لهما بإزدراءٍ أو احتقارٍ.
- المبادرة بالسّلام عليهما فور الدّخول وتقبيل رأسيهما، وعدم الخروج من المنزل دون استئذانهما، وسؤالهما عمّا يحتاجانه منك قبل خروجك أو أثناء عودتك من متطلباتٍ خاصّةٍ أو منزليّةٍ.
- الوالدين مع تقدُّم العمر تزداد لديهما الحساسيّة المُفرطة تجاه المواقف والعبارات؛ فعليك باختيار ألفاظك وضبط تصرفاتك في حضرتهما.
- طلب العون والمشورة منهما فهم أكبر سنًّا وأكثر خبرةً ودِرايةٍ في شؤون الحياة، وأيضًا يشعرهما ذلك بأنّك ما زلت في أمّس الحاجة لهما ممّا يرفع من روحهما المعنويّة ويُخفف من مظاهر الحزن والاكتئاب التي قد تعتريهما نتيجة الشُّعور بفقدان أهميتهما ومكانتهما لدّى أبنائهم.
- المسارعة إلى الاعتذار في حال صدر منك أيُّ تصرفٍ أو لفظٍ سبب لهما الأسى أو الجَرح والإهانة طلبًا لرضاهما، فهو سببٌ لدُّخول جنّة الرّحمن.
- لا تجعل من نفسك ندًّا لوالديك أو لأحدهما مهما ارتفع شأنك بين النّاس عِلمًا أو مالًا أو مكانةً اجتماعيّةً؛ فأنت في حضرتهما الابن الصغير الذي عليه واجب الطّاعة.
- تجنب الاستهزاء بآرائهم وكلامهم ووصفها بالقديمة أو الرّجعيّة أو أنّها غير مفيدةٍ، كذلك تجنب الانشغال عنهما بأيّ أمرٍ كان خاصّة الأجهزة المحمولة التي تجعلك جالسًا معهما جسدًّا فقط.