جدول المحتويات
المشاكل
تعدّ المشاكل وعيوب بأنّها جزء من حياة كل إنسان، وفي التغلّب على هذه المشاكل وعيوب لذَّة تعطي الحياة معناها، حتى أنّها سميت ملح الحياة، فمن دونها تكاد تصبح حياة الإنسان روتينية مملة تخلو من التحدّي والتضحية والمشاعر المختلطة، تمامًا كالفرق بين السَّير في طريق مستقيم، مستوٍ، واضح المعالم، والسير في طريق غامض، مليء بالمفاجآت والمنعطفات والخيارات.
التعامل مع المشاكل
عندما تعترض الإنسان مشكلةً ما، فإنه عادةً ما يستجيب لها بإحدى الطرق ووسائل التالية:
- أن يتجاهل الإنسان المشكلة ويتعامل معها باللامبالاة، فيكبت المشاعر والانفعالات، أو أن يظهر الانفعال الزائد المتمثّل بالصراخ والسباب، فهو بذلك يواجهها بالعدوانية والتملّص بإلقاء اللوم على الآخرين، أو أن يواجه المشكلة بعقلانية وهدوء ومنطقية، فهو بذلك يفسح المجال للنقاش والتعبير، فيضبط انفعالاته ويسيطر على غضبه دون أن يكبت مشاعره وآرائه. والأخيرة هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع ما يعترض الإنسان من مشكلات، لأنّها تحدّ من تفاقم المشكلة بإيجاد الحل المناسب لها بوقت قصير.
- تحتاج مواجهة المشكلة بالطريقة السليمة إلى الشجاعة والجرأة وربما القوة، لأنّه من الصعب على بعض الناس التحكم بمشاعرهم وأعصابهم لحظة الوقوع في المشكلة، لذلك فإنّه لا بُدّ للإنسان أن يدرّب نفسه ويروضها على ضبط الأعصاب والهدوء، وأن يزرع في نفسه دائمًا الأفكار الإيجابية التي تساعده على ذلك، فحقيقةً أنّ المشكلات هي جزء من الحياة الطبيعية لكل فرد تمنع الإنسان من أن يتعامل معها بحساسية مفرطة، وتَقيـه شر الرسائل السلبية التي تتسلل إلى النفس وتجعله يتساءل "لماذا أنا؟".
- عند مواجهة مشكلة شخصية تحتاج لأخذ قرار أو إيجاد حل، تكون الكتابة هي الوسيلة الأمثل؛ حيث يمكن للإنسان عندها أن يرى أبعاد المشكلة بصورة أوضح، فيُدوِّن ما هى اسباب المشكلة وتفاصيلها، ثم يسجّل الحلول والخيارات المتاحة في جدول من عمودين، يذكر فيهما سلبيات وإيجابيات كل حل أو خَيار، وعندها يمكنه أن يختار الحل ذا الإجابيات الأكثر أو السلبيات الأقل أو كليهما، ويكون هذا هو الحل الأمثل.
- فيما يتعلّق بالمشاكل وعيوب التي تقع بين الأفراد، لا بدّ من الحوار الهادئ المتزن والاستماع الجيد للطرف الآخر، وهنا يأتي دور الجرأة في مواجهة النفس ومحاسبتها والاعتراف بالخطأ؛ فالإنسان وحده المسؤول عن أخطائه التي قد تكون طرفًا في المشكلة، فلا يلوم غيره عليها، ولا يتدخل فيما لا يعنيه من أخطاء الآخرين، فإذا اتبع كل فرد هذه القاعدة لاعترف كلٌّ بخطئه ولانتهت المشكلة دون لومٍ وعتاب.
أخيرًا، ليس هناك مشكلة بلا حل، ولكن على الإنسان توضيح معالم المشكلة وأسبابها ليتسنّى له إيجاد الحل المناسب بالطريقة المناسبة.