القدس
القُدْس بالعربيّة هي بيت المقدس أو القدس الشريف أو أولى القبلتين، وهي أكبر المدن الفلسطينيّة من حيث المساحة وتعداد السكّان، والأهم دينيّاً واقتصادياً. وهي عند العرب والمسلمين عاصمة فلسطين المستقلّة، تتوسّط القدس المنطقة المحاطة بالجبال بين البحر الأحمر والبحر الميت، وضمن سلسلسة جبال الخليل.
القُدْس مدينة لها قداستها للمسلمين والمسيحيين واليهود أي للدّيانات السماويّة الثلاث، فلليهود تعود أهميّتها بعد فتح الملك داود عليه السلام وجعلها عاصمة مملكته وهذا منذ عام 1000 ق.م.، ثمّ قيام ابنه الملك سليمان عليه السلام ببناء الهيكل، وحتى الآن يتخذ اليهود ذريعة الالبحث عن هذا الهيكل لهدم الكثير من المباني المهمة للتنقيب تحته.
ومن الآثار التي يعتبرها اليهود خاصّة بهم حائط البراق الّذي سمّوه حائط المبكى؛ حيث يقفون قربه ويبكون. أمّا عند المسيحيين فالمدينة أيضاً مُقدّسة؛ حيث إنّ المسيح صلب على أحد تلالها المسمّاة «جلجثة» في عام 30 للميلاد، وذلك بعد أن وجدت القديسة هيلانة على الصليب بعد 300 سنة كما ذكر في العهد الجديد، ومن الآثار المهمّة في الديانة المسيحيّة كنيسة القيامة والتي بنيت فوق صخرة الصلب الّتي صُلب عليها المسيح.
أهمية وفائدة القدس عند المسلمين
للمسلمين نظرة خاصّة للقدس؛ حيث تعد المكان الأقدس بعد مكّة المكرمة والمدينة المنورة؛ فهي أوّل وجهة توجّه لها المسلمون في صلاتهم لقرابة العام حتى فتح وتطهير الكعبة من الأصنام والتوجّه لها، وإلى القدس حيث الصخرة المقدّسة عرج الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، ومن الأماكن المهمّة في القدس للمسلمين كافّةً مسجد قبّة الصخرة، والمسجد القبلي (المسجد الأقصى) الّذي بُني في العهد الأموي، وحائط البراق.
وتتجلّى أهميّة القدس في قصة الإسراء والمعراج، عندما أسري بالرسول الكريم محمّد عليه الصلاة والسلام إلى القدس، فأمَّ الصلاة بكل الرسل والأنبياء، ثم عرج إلى السماء السابعة ليرى الله ويمرّ بالجنة والنار، ويرى أهوال النار ونعيم الجنة، وفي هذه الحادثة فرضت الصلاة وكانت القُدْس قبلتها، ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ?؛ فهذا يعني أنّ المسجد الأقصى وما حوله أرض مباركة، ويتشارك المسلمون مع الديانات الأخرى في تبجيل أنبيائهم الّذي جاء محمّد عليه الصلاة والسلام ليتمم رسالتهم، فكما اليهود يقدّسون القدس لأنها أرض داود وسليمان عليه السلام يفعل المسلمون كذلك، وكما يقدّس المسيحيون القدس لأنها أرض المسيح يفعل المسلمون كذلك، فتتضاعف أهميّة القدس مهبط الملائكة والوحي، ويحشر الناس فيها يوم القيامة.