الوحدة الإسلاميّة
ظلّ حلم الوحدة العربيّة والإسلاميّة حلمًا يُرواد الملايين من شعوب الدّول العربّية والإسلاميّة منذ أن تفكّكت دولًا وطوائف على يد المستعمر الغربي في بدايات القرن العشرين، فبعد أن كانت الوحدة الإسلاميّة سائدةً بين الشّعوب العربيّة والإسلاميّة في عهد الخلفاء الرّاشدين والعهد الأموي والعباسي وأخيرًا العهد العثماني، جاء المستعمر الغربي وتحديدًا في اتفاقيّة سايكس بيكو المشؤومه ليضع وصايته على شعوب هذه المنطقة وليحدّد مصيرها وينزع إرادة شعوبها وليصطنع الحدود بين أقطارها.
أدرك المستعمر الغربي مبكّرًا تأثير ونتائج الوحدة الإسلاميّة وخطرها عليه؛ لذلك سعى بكافة الوسائل لثني المسلمين عن التّفكير بها من خلال سياسات التّغريب المختلفة، كما دقّ الغرب الأسافين بين الشّعوب والدّول الإسلاميّة بإشعال النّزاعات المختلفة بينهما حتّى لا تصل يومًا إلى مرحلة الوحدة، فتعرف على ما هى أهميّة الوحدة للمسلمين؟
أهميّة وحدة المسلمين
- إنّ الوحدة الإسلاميّة تجعل الشّعوب العربيّة والإسلاميّة كالجسد الواحد والبنيان المرصوص الذي لا يستطيع اختراقه أحد، بينما يمثل التّشرذم والتّفرق علامة الضّعف والهزيمة والفشل، لذلك وعندما كان المسلمون أقوياء عندما كانوا موحّدين، ولم يستطع أعداء الأمة تحقيق ما أرادوه إلاّ عندما تفرّق المسلمون وتشتّتت أهدافهم، وقد كان من أجل أهداف القادة المسلمين عبر التّاريخ أن تبقى الأمّة الإسلاميّة موحّدة لذلك عمل صلاح الدّين الأيوبي منذ أن جاء إلى مصر على تحقيق الوحدة بين مصر والشّام لمّا أدرك أهميّتها في صدّ العدوان الصّليبي وكبح المطامع الغربيّة، وقد كانت نتيجة ذلك تحقيق الانتصارات الباهرة على الصّليبيّين في معركة حطّين وطرد الصّليبيّين من أراضي المسلمين؛ فالوحدة الإسلاميّة هي طريق الانتصار ودرب التّحرير .
- إنّ الوحدة بين المسلمين هي شكلٌ من أشكال التّكافل والتّضامن والتّعاون بين المسلمين الذين يجمعهم قاسم الدّين الواحد والرّسالة الواحدة، فالمسلم لا يستطيع أن يقوم بمهام الحياة وأعبائها، ولا يستطيع الاطلاع بدوره على خدمة الأمّة دون أن يضع يده في يد أخيه فيتعاونا على البرّ والتقوى والخير؛ فالوحدة الإسلاميّة هي سبيل تحقيق المعاني الإنسانية والقيم النّبيلة من رحمةٍ وتكافل ومؤاخاة.
- إنّ الوحدة بين المسلمين هي طريق النّهوض بالأمّة من الجوانب الاقتصاديّة والمادّية، فنحن نرى ما يصيب دولنا المعاصرة من ضعف اقتصادي وتجاري بسبب وجود مصالح خاصّة لكلّ بلد، بينما تعمل الوحدة الإسلاميّة على تكامل الأدوار بين المسلمين بحيث يقوم كلّ منهم بتقديم شكل من أشكال التّعاون والدّعم في سبيل الهدف الأسمى؛ فالدّول التي تتمتّع بثروات نفطيّة تقدّم المال بينما تقوم الدّول التي تتمتّع بالكفاءة العلميّة والأكاديميّة بتقديم الكفاءات والخبرات، وإنّ محصّلة ذلك أن تتكامل الجهود والأدوار فترتقي الأمّة وتتقدّم.