لقد كان المذياع أو الراديو الحدث الأهم عند صناعته، فقد تمّكن الناس من سماع أخبار ما حولهم من مدن بشكلٍ أسرع، إضافة إلى وجود بعض البرامج الترفيهيّة التي كانت تُعرض من خلالها. ويمكن تعريف ومعنى المذياع على أنّه جهاز يتم من خلاله تحويل الموجات الكهرمغناطيسيّة أو موجات الراديو إلى موجات صوتيّة والتي تكون مطابقة لصوت الشخص أو أي صوت آخر صادر من الإذاعة المعنيّة التي يستمع إليها الشخص. ويتكوّن المذياع بشكله البسيط من الهوائيّ، ودائرة انتقاء تحتوي على مكثف هوائيّ، وكذلك على مكبّر لترددات العاليّة ومذبذب، ويقوم الهوائيّ باستقبال إشارة لاسلكيّة ويحوّلها إلى كهربائيّة، لتذهب بعدها إلى دائرة الانتقاء حيث تعمل الأجزاء المتواجدة فيه بالمساعدة على اختيار المحطّة المرغوب الاستماع إليها، كما ويمنع تداخل الترددات المتقاربة، ويتم تكبير الإشارة الصوتيّة.
في البداية وفي عام 1889 ميلاديّة قام العالم الألمانيّ هنري هيرتز بعمل تجارب على الموجات الكهرومغناطيسيّة ونتج عنها أنّه استطاع أن يصنع جهازاً يعمل على إصدار أو إنتاج هذه الموجات، من خلال القيام بعمل تفريغ كهربائيّ، ومن ثُمّ قام بصنع جهاز قادر على الكشف عن الذبذبات عن طريق استقبال الموجات وتحويلها إلى كهرباء بواسطة مؤثّر.
ومن بعد ذلك قام العالم الإيطاليّ أوجست ريجي بإعادة صنع كاشف الذبذبات والتعديل على أجهزة العالم هنري هيرتز وتحسينها، وقد تَمّ اختراع جهاز كاشف للموجات عام 1890 ميلاديّة وهو عبارة عن أنبوبة زجاجيّة صغيرة بها قرصين من المعدن ويوجد بينهما كميّة من برادة الحديد تقاوم التيار الكهربائيّ عند توصيل الجهاز بالكهرباء، ولكنها بفعل الموجات الكهرمغناطيسيّة تُصبح قابلة لتوصيل ممّا يسمح للتيار بالمرور من الجهاز، وقد اخترع هذا الجهاز الفرنسيّ إدوار برانلي. وفي عام 1895 ظهرالاختراع المُسمى بمسجل الرعد أو الراديو بواسطة ألكسندر بوبوف وهو عبارة عن جهاز يستقبل الذبذبات الكهرمغناطيسيّة.
تمكّن العالم الإيطاليّ غولييلمو ماركوني وبمساعدة جهاز الكاشف لذبذبات الذي اخترعه العالم الإيطاليّ أوجست ريجي من استخدام الموجات الكهرمغناطيسيّة، فقد استخدم الجهاز الذي اخترعه ريجي كجهاز للإرسال، واستخدم الجهاز الكاشف للموجات كجهازٍ للاستقبال، وأضاف لجهاز الإرسال هوائيّ لكي يعمل على نقل الإشارات لمسافات بعيدة وكان ذلك عام 1896 ميلاديّة.
وبالتالي فإنّ الاعتقاد السائد أنّ الإيطاليّ غولييلمو ماركوني هو مخترع المذياع وقد مُنح جائزة نوبل بسبب هذا الاختراع. وذلك في سنة 1909 ميلاديّة. وبذلك نرى أنّ عملية اختراع المذياع بُنيت على عدّة اختراعات، وتجارب، وعلى مجهودٍ كبير من قِبل العديد من العلماء لتصل إلى الشكل النهائيّ التي هي عليه.