إن العالم محمد بن موسى الخوارزمي لمن القلائل الذين غيروا شكل العصور والتاريخ من بعدهم، ولولاه لما كان هناك ربما إنترنت أو حاسوب أو آلات تكنولوجية، أو على الأقل لتأخر كثير من اختراعات البشرية لقرون أخرى.
إنه الخوارزمي عالم الجبر والحساب والرياضيات الشهير، الذي سجّلت باسمه أشهر معادلة رياضية على مر العصور، فمن اسمه اشتقت الخوارزميات لأنه هو من ابتكرها وأسس أسلوبا جديدا قلب مفاهيم الرياضيات والحساب لتمشي في مسارها الصحيح ،إنه مطوّر فكرة الصفر الذي من دونه لما كانت هناك أجهزة حواسيب ولا دوائر كهربائية ولا مشتقات ولا تكامل أو تفاضل أو اقترانات، ولولا هذا الصفر لما عرفنا الأعداد السلبية ولا كانت هناك أقمار صناعية، في عصرنا الحالي على الأقل، إنه كذلك يعتبر مؤسس ومبتكر علم الجبر الذي بات يتسمى بهذا الاسم في كل اللغات حتى هذه اللحظة.
ولد محمد بن موسى الخوارزمي في مدينة خوارزم في الجمهورية التي باتت تسمى أوزبكستان في الوقت المعاصر الحالي، وكانت بعد ذلك إقامته في مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون الذي اهتم به كثير الاهتمام وجعله أحد علماء بيت الحكمة الموثوقين وعينه كذلك على رأس خزانة كتبه،وكلفه أن يجمع كل كتب الإغريق اليونان وأن يقوم بترجمتها إلى اللغة العربية فيما بعد، وقد قام بهذا على أتم الإتقان ولم يكتف بذلك فحسب، بل طوّر عليها وشذّب وزاد، أما الحديث حول أنه لم يكن عربي الأصل والمحتد، فإننا نجد أن بعض الروايات تتحدث أنه في الأصل قد كان عراقياً عربياً ،ولكن في محصلة الأمر كفى العرب فخراً أنه قد تعلم ونبغ وعاش عندهم، وابتكر في ربوعهم وبينهم، وأفاد البشرية بأكملها بمخترعاته وابتكاراته العظيمة، ولقد كانت وفاته في عام مائتين واثنين وثلاثين هجرية.
برع الخوارزمي بالإضافة لكل ما سبق بالجغرافيا والتاريخ وعلم الفلك أيضاًً، وقد كانت كل أعماله وإنجازاته واختراعاته يكتبها ويدونها باللغة العربية، حيث كانت لغة الحضارة والعلم والبحث العلمي في ذلك الوقت.
من بعض مؤلفاته المشهورة القيّمة :كتابه المسمى - الجبر والمقابلة – الذي يتحدث فيه عن كل معاملات الناس الحياتية من توزيع للإرث وقياس لمساحات الأرض ومعاملات البيع والشراء اليومية وغيرها من الأمور التي تهمهم، ومن كتبه القيمة أيضاًً كتاب السند هند وكتاب آخر عن طريقة العمل بالإسطرلاب وغيرها الكثير.