لقد تساءل الإنسان منذ القدم عن العديد من الأمور كسبب وجوده وطريقة وجوده على الأرض وعن طريقة وجود الكون بأكمله فقامت على ذلك العديد من العقائد التي افترضت الفرضيات لوجود الكون ومنها من وضع الآلهة ونسب لهم خلق الكون وكانت العقائد السماوية هي التي تعطي التفاسير الأقوى والأكثر منطقية وجاء الإسلام وقال أنّ الله هو الذي خلق الكون ووضع بعض الآيات التي تدل على خلق الكون والتي ربما لم تفهم بشكل الصحيح في ذلك الوقت.
فأتى العلم الحديث ليفسر طريقة نشوء الكون وطريقة حدوثه وهو الأمر الذي ذكره الله عز وجل في كتابه الحكيم من قبل مئات السنين، وإنّ النظرية الأقوى التي تفسر نشوء الكون هي نظرية الانفجار العظيم والتي تصور الكون على شكل جزء أو ذرة واحدة في القديم شديدة الحرارة وعالية الكثافة تمددت فيما بعد لتصل وما تزال تمدد حتى يومنا هذا وقد بدأ هذا التمدد من قبل ما يقدر ب 13.7 مليار سنة وتقدر المراحل الأولى للانفجار بملايين المليارات من أجزاء الثانية بحيث تصف كل مرحلة تمدد الكون وانخفاض أو ارتفاع درجة حرارته وتشكل القوى الفيزيائية التي نعرفها اليوم وانفصالها عن بعضها البعض كقوة الجاذبية التي انفصلت عن القوى الإلكترونووية الثلاثة الأخرى في مرحلة بلانك في زمن يقدر ب 10^-43 ثانية من بعد الانفجار.
أمّا بعد حدوث الانفجار بثلاث دقائق إلى عشرين دقيقة أصبحت درجة الحرارة مناسبة لتكون الذرات فاندمجت البروتونات والنيوترونات عن طريق الاندماج النووي مشكلة الذرات خلا هذه السبعة عشر دقيقة، أما الهيدروجين والهيليوم فقد تشكل ما بعد ما يقارب 240000 سنة من نشوء الكون إلى 310000 سنة، وفيما بعد ذلك تكونت النجوم والمجرات عن طريق الدخان الكوني التي تتكاثف أجزاء منها تحت تأثير ونتائج جاذبيتها.
وقد ذكر القرآن الكريم في العديد من الآيات نشوء الكون بوصف دقيق جداً فمن هذه الآيات التي تدل على الانفجار العظيم هي قوله تعالى:" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ" والرتق معناها الالتصاق فيصف بذلك الله عز وجل كيف كان الكون ملتصقاً مع بعضه البعض فانفصل بعد ذلك، ووصف عز وجل طريقة نشأة المجرات والنجوم عن طريق وصف السامء بالدخان في قوله تعالى:" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"، أمّا العلماء في الوقت الحالي فقد اكتشفوا أنّ الكون ما زال في عملية توسع مستمر بسبب الانفجار العظيم فحجم الكون في ازدياد في كل لحظة حالياً وهذا ما وصفه عز وجل من قبل مئات السنين في قوله:" وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ".