لن نبالغ إذا ما قلنا أن عضلة القلب التي خلقها الله تعالى هي احسن وأفضل مضخة موجودة على الأرض، ولا يمكن أن تلاقي أية مضخة حتى في المستقبل ما لاقته هذه المضخة من سمعة ومن قدرة عالية جداً جعلتها في هذه المرتبة العالية جداً. القلب هو عضلة لا إرادية على الشكل المخروطي وهو مجوف من داخله، وهو الجزء الأبرز والأكثر أهمية وفائدة في نظام دوران الدم في جسم الإنسان، حيث يقوم القلب بضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم وأعضائه وأقسامه وأنسجته وخلاياه المنتشرة والمتوزعة بين خلايا الجسم وأنسجته.
حتى يستطيع القلب القيام بمهمته الأساسية وهي ضخ الدم إلى سائر أرجاء الجسم فإنه بحاجة إلى ما يقترب من الـ 7 % من الأكسجين، والذي يتواجد في الدم والمحمل بواسطته، إذ أن النقص في توريد الأكسجين للعضلة القلبية يؤدي إلى الإصابة بآلام متراوحة شدتها عند الإنسان تعرف باسم الذبحة الصدرية. إذا كانت كتلة الجسم حوالي الـ 70 كيلو جرام فإن كتلة القلب تبلغ تقريباً الـ 350 غراماً.
يتكون القلب من أربع حجرات الأولى هي البطين الأيمن والثانية هي البطين الأيسر أما الثالثة فهي الأذين الأيسر والرابعة هي الأذين الأيسر، ويغلف القلب من الخارج بغشاء يسمى غشاء التامور، وهناك صمامات أربعة تفصل ما بين الأذينين والبطينين وما بين الشرايين الرئيسية والبطينين حيث يتواجد هذا الصمامان عند قواعد هذه الشرايين، وهما الشريان الرئوي والشريان الأبهري.، وتعمل هذه الصمامات على منع تدفق الدم في الاتجاه المعاكس لاتجاه حركته.
تبدأ عملية ضخ الدم بارتخاء الأذينين وهذا الارتخاء في الأذينين يسبب تجمع الدم فيهما تمهيداً لضخه مرة أخرى، بعدها يبدأ الأذينين بالانقباض مما يعمل على دفع الدم إلى البطينين، وبعدها ينقبض البطينان مما يعمل على دفع الدم عبر الشرايين إلى باقي أنحاء جسم الإنسان. ينبض القلب في الدقيقة الواحدة ما بين الستين إلى المئة نبضة وذلك عند الإنسان السليم الخالي من أية أمراض قد تعيق من عمل القلب أو تسرع من وتيرة أدائه. كما وتقدر كمية الدم التي يجري ضخها في الجسم في كل نبضة واحدة بحوالي السبعين سنتيمتراً مكعباً من السائل الدموي، وهو ما قدر بـ مئة وثمانون مليون لتراً من الدم. والدم هو الوسيلة التي يتم من خلالها نقل المواد الغذائية بالإضافة إلى عنصر الأكسجين التي تحتاجها خلايا الجسم بشكل كبير جداً حتى تستمر في حياتها على الوجه الأمثل.