بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
إن الحوار في اللغة هو مصدر مشتق من الجذر اللغوي (حور)، ومن المعاني الشائعة لهذا المصدر: النقاش، ومبادلة الكلام، أو الأخذ والرد بالكلام لهدف معين، ونحو ذلك. حيث جاء في معجم لسان العرب: « المُحاوَرَة: المُجَاوَبَة. والتَّحاوُرُ التَّجاوب. » ، وقد جاء أيضاً في معجم القاموس المحيط: « وتَحاوَرُوا: تَراجَعُوا الكلام بينهم. » والحوار قد يكون بين شخصين فقط، وقد يكون بين أكثر من شخصين.
وقد يتبادر إلى أذهان البعض من الناس التساؤل عن الفرق بين الحوار والجدال، فنقول: أن من العلماء من يفرق بين الحوار والجدال، ومنهم من يعتبر أنهما مترادفان في اللغة، وأن دلالتهما واحدة، والقول بأنهما مترادفان هو القول الصحيح والله أعلم. ولا بد أن يكون هناك هدف مهم، وغاية معتبرة ومفيدة للحوار، إذ أن الحوار الذي ليس له هدف مهم أو غاية معتبرة هو نوع من اللغو، ومضيعة الوقت، ومن الأهداف التي ينبغي أن يقوم الحوار من أجلها: الوصول إلى الحقيقة في موضوع معين. وإقامة الحجة والبرهان من بعض أطراف الحوار على البعض الآخر. وكذلك دفع الشبهات والشكوك الموجودة عند بعض أطراف الحوار.
وحتى يكون الحوار الذي يدور بين شخصين أو أكثر ناجحاً، فإن هناك عدة أمور يجب أن تتم مراعاتها من قبل أطراف الحوار، ومنها: