الفرزدق شاعرٌ من العصر الأموي ، أشتهر بتجهم وضخامة وجهه ، اسمه ( همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي ) ويكنى ( أبو فراس ) ، لقب بالفرزدق وتعني الرغيف في وصفٍ لوجهه وما يمتاز به هذا الوجه ، ولد الفرزدق في كاظمة تعود لبني تميم ، ونبغ في شعرالهجاء والفخر والمدح، ولد شاعرنا في السنه الثامنة والثلاثين للهجرة في كاظمة ، أشتهر جده بافتداء الإناث من الوأد ، يعد الفرزدق من أشهر شعراء الطبقةِ الأولى ، ويعد من سادة قومه بنو تميم ونبلائهم ، أشتهر بشعر الهجاء وانقائض بينه وبين جرير ، حيث تبادل الشاعران شعر الهجاء على مدى نصف قرن ، وعند وفاة الفرزدق قام جرير برثائه ، وكان الفرزدق مادحاً للولاة والأمراء .
كان الفرزدق صديقاً مقرباً لجرير في كل شؤون الحياة باستثناء الشعر ، فلكل واحدٍ منهما طريقته ، وتظهر العداوة بينهما عند البدء في الشعر، بالإضافة لشعر الهجاء ، نظم الفرزدق في جميع فنون الشعر التي أشتهرت في عصره ، كان كثير الفخر في أشعاره ، بالإضافة لشعر المدح ، حيث قام بمدح خلفاء الشام الأمويين ، علاقته كانت حميميه بالأخطل وجرير ، ولكن النقائض بينهم في الشعر أوهمت الكثيرين على أنه العلاقة التي تربطهم عدائية أساسها الكره والحسد .
كان للفرزدق مواقف يشهد لها في الذود عن آل البيت ومناصرتهم ، وكان يلقي الشعر قاعداً بين أيدي الخلفاء الراشدين ، كان متعصباُ للعلويين صادقاً في مدحهم ، أما مدحه للأمويين كنوعٍ من التخوف والتقرب لهم ، برع الفرزدق في إدخال الألفاظ والمصطلحات الغريبة في شعره الذي امتاز بقوة الأسلوب والجودة ، وامتاز الفرزدق بجرأته وصراحته ، وله الفضل الكبير في إحياء العديد من المفردات التي اندثرت، توفي الفرزدق بعد أن تجاوز المائة عام ، سنة 110 للهجرة ، في منطقة كاظمة بالكويت ، وعند وفاته رثاه جرير بقصيدته المشهوره في رثاء الفرزدق التي جاء في بعض أبياتها :-
لعمري لقد أشجى تميماً وهدها *** على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفـــراق بنعشـــــــــها *** إلى جددتٍ في هوة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتميا *** إلى كل نجمٍ في السماءِ محلق