بدايةً لا بد من التعريف ومعنى بأبو عامر البَراء بن عازب الأنصاري الخزرجي ، حيث ولد في عام 10 قبل الهجرة ويعتقد في المدينة ، وتوفّي في عام 72 للهجرة في مدينة الكوفة ، وهو من الصحابة ، وقد قام بمعارضة البيعة لأبي بكر الصدّيق .
لقد كان ابن عازب من أنصار النبي صلى الله عليه وسلّم الأوفياء ، حيث شهد برفقته الكثير من الغزوات ، فهو يحدّد بأنّه قد غزا مع الرسول ثماني عشر غزوة ، وكانت ( غزوة الخندق ) هي أوّل الغزوات التي كانت له مشاركة فيها ، والغزوة التي قام النبي بإرجاعه عنها ، هو وثلّة من الشباب الصحابة ، هي ( غزوة بدر ) ، حيث أنّ أعمارهم لم تبلغ الخامسة عشر فقط ، ويذكر بأنّه شارع في حروب بعد وفاة النبي ، حيث شارع في أغلب الفتوحات وخاصّة في بلاد فارس ، إذ فتحت ( الري ) عام 24 للهجرة على يده ، وأيضاً فتح ( تُستر ) ، وشارك في حروب ( الجمل ) و ( صفين ) و ( النهروان ) ، مع أمير المؤمنين عليه السلام .
تشتهر عليه أقواله في حبّه وإخلاص لرسول الله ، حيث جاء في ( بحار الأنوار ) ، على لسان البراء بن عازب بأنّه مازال محبّاً لبني هاشم ، وبأّنه قد تخوّف من قريش حينما توفيّ النبي صلى الله عليه وسلّم ، حيث أنّه كان يشعر بأنّ قريش تريد أن تقوم بإخراج خلافة رسول الله من بني هاشم، ويشتهر برواية الأحاديث والأخبار عن نبي الله وأمير المؤمنين ، حيث كان شاهداً لأغلب الأقوال والحوادث .
كان البراء بن عازب هو مع من قاموا برفض البيعة لأبي بكر الصدّيق ، إضافة لـ ( عُبادة بن الصامت ) ، و ( سليمان الفارسي ) ، و ( المقداد بن الأسود ) ، و ( أبو ذر ) ، و ( حُذيفة ) ، و ( أبو الهيثم بن التيهان )، و كان البراء بن عازب من أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين ، حيث أنّ أغلب الأوقات كان برفقته ، ولمّا سأله أمير المؤمنين كيف اعتنق دين الإسلام ؟ ليجيبه بكلام واضحٍ : " كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك ، تخف علينا العبادة ، فلما اتبعناك ووقعت حقيقة الإيمان في قلوبنا ، عرفنا معنى العبادة " .