اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني ، وهو واحد من أكبر سادات التابعين ، ومن الفقهاء والأعيان ، كما أنه شاعراً ومحدث ، وكان يعرف عنه شدة الدهاء والمكر في الرد ، وفي المناظرات الشعرية أو الأدبية .
كما أن أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع علم النحو ، وهو أول من قام بعملية تشكيل الحروف من أجل التمكن من فهم غاية الكاتب ، وهو أول من وضع النقاط على الأحرف وأوضح ماهي هذه الأحرف ، وهذا الأمر شكل نقلة نوعية في عالم اللغة العربية، كما أن إضافة إلى ما سبق من أعمال أبو الأسود الدؤلي ، فقد قام بتشكيل أحرف المصحف الكريم .
ولد أبو الأسود الدؤلي قبل بعثة النبي " صلى الله عليه وسلم " ولكنه لم يراه ، وعلى الرغم من هذا الأمر إلا أنه آمن بالرسول إيماناً كبيراً لا جدال فيه ، ويعد من طبقة التابعين لرسول الله ، كما أنه تمكن من أن يصاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خلال فترة حكمه ، كان أمير المؤمنين على بن أبي طالب قد ولى حكم البصرة في العراق لأبو الأسود الدؤلي ، وفي فترة حكمه للبصرة وقعت حادثة صفين ، والجمل ، وتمكن من قيادة الجبش فيها بشكل باسل وقوي .
كان أبو الأسود الدؤلي ممن أسلموا في عهد النبي " صلى الله عليه وسلم " ، وكان قومه بنو الدئل بن بكر من ضمن حلفاء أسياد قريش ، وقال البعض بأنه أسلم بعد وفاة النبي ، ولكن هذا الأمر خاطئاً حيث أن أبو الأسود الدؤلي تمكن من حضور صلح الحديبية .
كما أن أبو الأسود لم يكن مبدعاً في علم اللغة العربية فقط ، بل كان ملماً بالكثير من العلوم الأخرى والتي من أهمها علم الشريعة الاسلامية ، فقد تمكن من أن يأخذ عن أصحاب النبي الكثير من المعلومات التي كانوا قد أخذوها من النبي نفسه ، وكان معروف عنه كثرة روايته للأحاديث ، سكن أبو الأسود الدؤلي في البصرة في العراق ، وبنى فيها مسجداً عرف باسمه الآن ، ومازال يطلق عليه اسم مسجد أبو الأسود الدؤلي ، وكان يلقب بملك اللغة العربية .
وكان الكثير من الناس قد تعلموا على يد أبو الأسود الدؤلي ومن أبرز تلاميذه : نصر بن عاصم الليثي الكناني ، ورامي الأسدي ، ويحيى بن يعمر العدواني ، وابنه أبو حرب بن الأسود الدؤلي وغيرهم الكثير الكثير ، توفي أبو الأسود الدؤلي في عام 69 للهجرة ، وكان قد مات في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ، وكان يناهز من العمر 85 عاماً ، كما أنه توفي بسبب مرض الطاعون .