عظمة الله عز وجل واسعة وكبيرة جدا حيث أن الانسان لا يستطيع أن يحيط بها فلا أحد يستطيع أن يحيط علما بعظمة الله تبارك وتعالى فعظمة الله تبارك وتعالى لا يعلمها سواه عز وجل وذلك أن عقل الانسان لا يستطيع أن يدرك حجم هذه العظمة الا ما كان الله عز وجل قد عرفنا اياه في قرآنه الكريم وذلك من أجل أن نعظمه حق العظمة وأن نعبده حق العبادة ،
يقول أحد الصالحين : ( من عرف عظمة الله حق المعرفة ، لم يكن له بد الا أن يخشى ربه ) وهذه المقولة تدل على أن أصل التزام العبد في عباداته وطاعته لربه انتعرف ما هو الخوف منه عز وجل وذلك لما يملكه جل في علاه من قوة وقدرة كبيرة جدا لا يمكن لأحد أن ينازعه في ملكه لأن ملكه واسع جدا ومن عظمه لا يعلمه الا هوا ،
ويستشعر الانسان عظمة الله تبارك وتعالى من خلال التفكر في آياته فيكفي الانسان حتى يعرف عظمة الله عز وجل أن يتفكر في طريقة خلقه التي كان الله عز وجل قد وصفها في كتابه العزيز فخلق الله للانسان من تراب قبل أن يكون لا شيء وقد مر بهذه الفترة قبل أن يصبح نطفة ويمر بهذه الفترة الى أن يصبح علقة ويمر أيضا في هذه المرحلة ثم يخرجه الله عز وجل من بطن أمه ليكون طفلا ثم ليسير في مرحلة الطفولة حتى يبلغ أشده ويمر بهذه المرحلة الى أن يصل الى مرحلة الشيخوخة ليأخذه الله بعد هذه المرحلة أو يرده الى أرذل العمر ،
وعندما يتفكر الانسان في طريقة خلقه من قبل الله عز وجل يستشعر عظمة الخالق تبارك وتعالى وذلك أن الله عز وجل قد أعد الانسان وجعله يمر في مراحل عديدة كل مرحلة لها فترة محددة حتى اذا تمت هذه الفترات وهذه المراحل أخرجه الله عز وجل ليصبح طفلا ثم يكمل بعد ذلك حياته الى أن يتوفاه الله تبارك وتعالى ويبعثه من جديد يوم البعث ،
ومن الأمور التي تجعل الانسان يتفكر في عظمة الله عز وجل ويستشعرها هو تفكره في خلق الله للسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب حيث أن هذه الأمور لا يستطيع أن يخلقها الا قدير وعظيم وينظر في هذه المخلوقات التي خلقها الله تبارك وتعالى فيجد العجب العجاب ، يجد أن هذه المخلوقات مسيرة حسب منظومة كونية معينة اذا اختلت هذه المنظومة انتهى الكون كله ولعل في قول الله عز وجل عن هذه الأمور في كتابه الكريم خير دليل على أن الكون مسير حسب رغبة الله عز وجل وحسب قدرته قال تبارك وتعالى : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) فالناظر الى الكون ومخلوقات الله عز وجل يعرف جيدا ويستشعر بشكل كبير عظمة الخالق تبارك وتعالى .