من المؤلم حقاً أن ترى شوارعنا و أسواقنا قد تحوّلت لمسارح لعرض الزّينة و كشف العورات ، فأينما توجّهت و كيفما حللت ترى نساءً يخرجون بكامل زينتهم يلبسون الضّيق و الفاضح من الثّياب ، و قد تكلّم النّبي صلّى الله عليه و سلّم عن هذا الصّنف من النّساء مبّيناً أنّهم من أهل النّار ، و قد وصفهم النّبي وصفاً دقيقاً بقوله كاسياتٍ عارياتٍ مائلاتٍ مميلاتٍ رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، و قد بيّن النّبي الكريم أنّهن لا يدخلن الجنّة و لا يجدن ريحها ، فكان التّحذير النبوي شديداً في ذلك ، و قد توجّه النّبي الكريم إلى النّساء محذّراً لهم و مذكراً ، و قال إنّي اطلعت على أهل النّار فوجدت أكثر أهلها النّساء .
و قد كرّم الإسلام المرأة أيّما تكريمٍ ، فبعد أن كانت الحضارات السّابقة تعاملها معاملة المتاع و تحرمها من حقوقها بل و تحرمها أحياناً من حقّ الحياة كما حصل مع الجاهليين ، فجاء الإسلام ليعلي من شأن المرأة و قيمتها ، و يعطيها كلّ حقوقها كاملةً غير منقوصة ، كما أمر النّبي عليه الصّلاة و السّلام رجال الأمّة بأن يستوصوا بالنّساء خيراً ، و قد عامل نبي الله نساءه خير معاملةٍ فأحسن إليهنّ و كان قدوةً في ذلك .
و قد وضعت الشّريعة الإسلامية للباس المرأة المسلمة ضوابط و أحكام ، و قد رأى النّبي صلّى الله عليه و سلّم أسماء بنت أبي بكر تلبس لباساً غير شرعيّاً فنهاها عن ذلك ، و بيّن لها أن المرأة إذا بلغت الحلم حرّم أن يرى من جسدها غير وجهها و كفّيها ، و إنّ للباس المرأة المسلمة أحكامٌ و ضوابط منها أن لا يكون اللباس رقيقاً أو شفّافاً يشفّ ما خلفه من جسد المرأة ، و كذلك أن لا يكون ضيّقاً يصف جسد المرأة و إنّما يكون فضفاضاً واسعاً ، و أن يكون ساتراً لجميع جسدها ما عدا وجهها و كفّيها ، و إن رأى بعض العلماء وجوب تغطيتها لوجهها ، كما ينبغي أن لا يكون اللباس زينةً في نفسه أو لباس شهرةٍ يلفت الأنظار إليه ، و بهذه الضّوابط الشّرعيّة تكون المرأة المسلمة قد حمت نفسها من أنظار النّفوس المريضة و ظلت جوهرةً لا تصيبها الأعين و الأنفس بسوء .