بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
فإن الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه لنتمكن من معرفة اللباس الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفضله على غيره، هو تتبع الأحاديث المسندة والصحيحة والثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك تتبع الآثار الذي جاءت عن أمهات المؤمنين، وأصحاب الرسول رضوان الله عليهم جميعا. وقد اعتنى العديد من العلماء قديما وحديثا بتتبع الشمائل النبوية، وصنفوا كتبا متخصصة في هذا الأمر، وذكروا فيها شمائل الرسول بالتفصيل، معتمدين على الأحاديث النبوية، والآثار السلفية في معرفة هذه الشمائل النبوية المباركة. ولم يغفل العلماء الذي صنفوا كتب الشمائل النبوية عن صفة لباس الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أفردوا بابا خاصا تكلموا فيه عن لباس الرسول، وعن اللباس الذي كان يفضله على غيره، وينصح ويوصي أمته بأن يلبسوه.
وحاصل ما ورد في صفة لباس الرسول هو أن الرسول لم يكن يقتصر على لباس واحد، وإنما لبس صلى الله عليه وسلم العديد من الملابس، ولم يكن الرسول يتخذ لباسا يتميز به عن بقية الناس، وإنما كان لباسه من اللباس المعروف في زمانه صلى الله عليه وسلم. كما أن لباس الرسول لم يكن فيه شيء من المبالغة والتكلف.
ومن اللباس الذي كان يفضله الرسول: القمصان، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: « كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه القميص. » [أخرجه الترمذي في الشمائل، وصححه الألباني]. والقميص الذين كان معروفا آنذاك شبيه بالجلابية المعروفة اليوم، أو كما تسمى بـ (الدشداشة أو الثوب).
وقد لبس الرسول أيضا البردة، والبردة هي كساء يوضع على الكتفين، والبردة شبيهة بما يعرف في زماننا بـ (الوشاح أو اللفحة). وقد لبس الرسول أيضا العمامة، والقلنسوة، والجبة، وغيرها الكثير، والجبة: هي ثوب يلبس فوق الثياب، والجبة شبيهة بما يعرف في زماننا بـ (العباءة الرجالية).
وأكثر الألوان الملابس التي كان يحبها الرسول صلى الله عليه وسلم: اللون الأبيض، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « عليكم بالبياض من الثياب، ليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم. » [أخرجه الترمذي في الشمائل، وصححه الألباني]. ولا يعني هذا أن الرسول لم يكن يلبس إلا الأبيض، فقد ثبت عنه أنه لبس ملابس بألوان أخرى، وإنما كان الأبيض هو المفضل لديه.
