تكريم الإسلام للمرأة
لقد كرّم الإسلام المرأة أيّما تكريمٍ؛ فجعلها مربيةً للأجيال، وربط صلاح المجتمع وتقدّمه وازدهاره بصلاحها وتقواها وورعها، وفرض عليها الحجاب الشّرعيّ ليحفظها من الأشرار والفاسدين، ويحفظ المجتمع المسلم من ويلات سفور المرأة وتبرّجها وإظهار زينتها، وأوّل من امتثل لأمر الاحتشام واللباس الشرعيّ من النّساء هنّ زوجات الرسول الكريم، والصحابيّات رضوان الله عليهنّ.
اللباس الشرعيّ
اللِّباس الشّرعيّ الذي أمر به الله سبحانه وتعالى فيه صونٌ للمرأة وتكريم لها؛ فينظر إليها على أنّها جوهرةٌ مصونةٌ يصعب الوصول إليها من قِبل ضِعاف النُّفوس والأشرار، كما أنّ اللِّباس الشّرعيّ سببٌ في بقاء المودّة والرَّحمة بين الزَّوجَين؛ فالرَّجل عندما يرى من تفوق زوجته حُسنًا وجمالًا وأناقةً ستسوء علاقته بها، ورُبمّا أدّى ذلك إلى الخلافات المستمرّة ووقوع الطَّلاق، وقد قال أحد مفكّري الغرب حول هذا الموضوع وهو الأستاذ فون هرمر: الحجاب ضمن للمرأة من الاحترام والمكانة الشَّيء الذي تُغبط- تُحسد- عليه.
لباس الصَّحابيّات
لباس الصَّحابيّات رضوان الله عليهنّ جميعًا كان تطبيقاً لما نصّت عليه الآية الكريمة قال تعالى:" يا أيها النّبيّ قُلْ لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أنْ يُعرفنّ فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا" فدّلت هذه الآية دلالةً قاطعةً على أنّ لباس الصّحابيّات الذي أُمرنّ به والتزمنّ به له عدّة صفاتٍ، وهو أنْ يكون عريضًا واسعًا، طويلًا يُغطّي القدمَين، لا يشفّ ولا يصف ما تحته من الملابس أو الجسد، ولا يكون ذا لونٍ ملفتٍ للأنظار، مع تجنّب وضع الزِّينة على اللِّباس التي تلفت النَّظر إلى ما ترتديه المرأة.
كما كان يمتاز لباسهنّ رضي الله عنهنّ بأنّه منسدلٌ على منطقة النَّحر- الصَّدر- والذَّقن، كما أنّه لباسٌ مخصّصٌ للنساء في ألوانه وتفصيله بعيدًا عن ألوان ثياب الرِّجال وتفصيلاتهم. يُفضّل للمرأة المسلمة ارتداء اللِّباس ذي اللّون الأسود، تفضيلاً وليس شرطًا مُلزمًا، فهو لا يصفُ ما تحته ولا يُلفت أنظار الرِّجال لها. ومن ضِمن لباس الصَّحابيّات الخِمار، وهو ما تضعه المرأة فوق رأسها لتغطية رأسها ورقبتها، ويكون منسدلًا حتى وسطها، وفضفاضًا من قُماشٍ سميكٍ، أمّا بالنسبة إلى تغطية الوجه ففيه جدلٌ كبيرٌ، فهناك من العلماء من أوجبه، وفريقٌ آخر أقرّ باستحبابه.
وذلك الحال بالنسبة لارتداء النِّقاب- وهو تغطية الوجه مع ترك شقٍّ فيه للعينيّن- فمن العلماء من أوجبه، ومنهم من قال هو مستحبٌّ، ومنهم من قال إنّ للمرأة ترك النِّقاب في حال أمنت على نفسها من الفتنة والضّرر من الرِّجال المحيطين بها.