جميعنا خطائين ، و جميع بني آدم خطّاء ، فمن منّا لا يذنب ، ومن منا لا يبتعد عن الله في أيامٍ ، فيذنب ، ويعود لله تعالى تائباً خاشعاً له . فمن صفات الإنسان الخطأ ، فالمعصوم عن الخطأ هم الأنبياء فقط ، وكلنا معرّضون لارتكاب الذنوب . و لكن الله لم يغلق باب التوبة مطلقاً في وجه عباده الخطّائين ، فالله يغفر الذنوب جميعاً ما عدا الكفر و الشرك به ، و يغفر دون ذلك الذنوب جميعاً ؛ لو أن العبد تاب توبةً صادقة ، و عاد إلى الله تاركاً ذنبه .
عند فعل الذنب ، و شعور النفس بالضيق ، و إحساس الشخص بذنبه ، يستغفر العبد لذنوبه ، و يتوب لله توبةّ صادقةً لا ذنب بعدها ، و يخلص نيته لله تعالى ، بأنه عبدٌ فقيرٌ لله تعالى ، معرضٌ للأخطاء ، فيستغفر الله تعالى ، فيغفر الله تعالى بإذنه عز و جل .
بعد توبة العبد توبةَ نصوحة لوجه الله تعالى ، يلحق سيئاته بالحسنات ، لتمحى من صحسفة أعماله : قال الله تعالى : ( إنّ الحسنات يذهبن السيئات ) . فيبدأ بالأعمال الصالحة التي تنفعه في دنياه و آخرته ، يتقرّب بها من الله تعالى ، فتغفر ذنوبه ، و تبدل سيئاته حسنات بإذن الله تعالى .
فيدوام على صلاته بخشوعٍ ، يزيد منها فيحافظ على الصلوات الخمس ، و يداوم على صلاة الجمعة ، يصلي بعد الذنب ركعتين لله تعالى بنية التوبة الصادقة ، يداوم على قراءة القرآن الكريم ، وتدبر آياته ، فهمها و العمل بها . يساعد الآخرين من كان بحاجة لمساعدة ، يتصدق بأمواله على الفقراء و المحتاجين و الأيتام و المساكين ، يخلص نيته في تصدقه لوجه الله تعالى .
يأمر من حوله بالمعروف على قدر ما يستطيع ، و ينهاهم عن المنكر بإسلوب محبب حسنٍ غير منفرٍ ، كي لا ينفر الناسُ من ديننا ، فالدين معاملة . إفشاء السلام بين الناس ، مداومة الشخص على زيارة رحمه ، و الحرص على وصلهم دائماً و عدم مقاطتعهم .
كما أن كفل الشخص ليتيم ، لا يعمل على محو ذنبه فقط ؛ بل له الأجر العظيم يوم القيامة على ذلك . قال الرسول صلى الله عليه و سلّم : (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى ) .
بر الوالدين ، و تحمل المشّاق و الصبر على الشدائد ، حسن الأخلاق ، و كظم الغيظ ، بناء المساجد ، التشهد بعد الوضوء ، صيام ثلاة أيام من كل شهر ، قيام الليل ، أداء شعائر الحج و العمرة ، حفظ اللسان ، الجهاد في سبيل الله ؛ كلها أفعال لا تكفر عن ذنوبنا فقط ، بل لها أجرٌ كبيرٌ و عظيمٌ عند الله عز وجل في الدنيا و الآخرة .