من فضائل جيل النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّهم كانوا يلتقون برسول الله و يسمعون منه الأحاديث شفاهةً ، و يتلقّون العلم الشّرعي من القرآن الكريم مباشرة ، و كان من الصّحابة من أكرمهم الله تعالى بأن بشّرهم النّبي عليه الصّلاة و السّلام بالجنّة ، و كان من بينهم كذلك من تلقّى البشارة بنيله محبّة الله تعالى ، و من بين هؤلاء النّجوم الذي أضاؤوا بسيرتهم العطرة صفحات التّاريخ الإسلاميّ سيّدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، فقد حدث أن استعصى على المسلمين فتح حصن خيبر حيث تحصّن اليهود ، فقال النّبي عليه الصّلاة و السّلام لأعطيّن الرّاية غداً رجلٌ يحبّ الله و رسوله ، و يحبّه الله و رسوله ، فأمل عددٌ من الصّحابة أن يكون هذا الرّجل الذي سينال أرفع الأوسمة على الأطلاق ، وسام حبّ الله و الرّسول ، فجاء النّبي من الغد لينادي بين أصحابه عليّا رضي الله عنه ، فيجيىء عليّا إلى النّبي الكريم و في عينه رمد ، فيتفل النّبي في عينيّه فتبرآن ، و يسلمه الرّاية فيفتح الله على يديّه حصن خيبر ، و يحمل عليّا باب الحصن لوحده ، و قد جهد عددٌ من الصّحابة على أن يحملونه مجتمعين فلم يستطيعوا ، و لا عجب ، فتلك أثار حبّ الله و رسوله في النّفس ، أن تصنع نفساً قويةً تتحدّى الصّعاب ، و تقهر التّحديات ، و تصنع المعجزات .
أمّا عامّة المسلمين إذا أراد أحدهم معرفة هل يحبّه الله تعالى ، فإنّ عليه أن ينظر إلى حاله ، و في الأثر قيل إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فأنظر فيما أقامك ، فإذا وجد العبد نفسه مقيماً على الطّاعة حريصاً على عمل كلّ ما يرضي الله تعالى و كانت نيّته خالصةً لوجه الله ، عليه أن يدرك أنّ ذلك من معطيات القبول عند الله تعالى و ما هى اسباب نيل محبّته و رضوانه ، فقد جعل الله تعالى لمن أحبّهم صفاتٍ و علاماتٍ ، كما بيّن الله تعالى في كتابه العزيز جائزة أولياء الله المتّقين ، حيث تكون لهم البشرى و هي ما يراه المؤمن أو يرى له من المبشّرات .