الظلم
حرّم الله تعالى الظلم لما له من آثار سلبية على عباده؛ فالظلم هو الفساد فعندما يتعرّض الإنسان للظلم ويصيبه أذىً الظالم فإنّ هذا من أشد المصائب والكربات التي تصيبه وتضيق عليه الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه وروحه فما أصعب الظلم! وما أشد عقاب الظالم!
يختلف الناس في طريقة استقبال الظلم؛ فمنهم من يرضى ويسلّم لقضاء الله، ويصبر ويتحمّل ويسرع إلى التضرّع والاستغاثة والدعاء ليلتمس الفرج من الله، ومنهم من يسعى لأخذ حقه ولا يقبل أن يكون مظلوماً، وتحدّثت صفحات التاريخ كثيراً عن الظلم ومصرع الظالمين، وكيف كانت عاقبة كل ظالم، فيجب الصبرعلى الظلم لنيل الأجر والثواب والتيقن بأن الله تعالى لا ينسى عبداً من عباده.
يتساءل العديد من الأشخاص كيف أصبر على الظلم؟ فلكم بعض النصائح التي تزيد من قوة الإيمان والرضاء بقضاء الله وقدره.
كيف أصبر على الظلم
- الايمان بما كتبه الله: فالمؤمن يلتقّى النعم بالقبول، ويتلقى الكواره والمضرات والكربات بالصبر الجميل واحتساب الأجر والثواب، والطمع في فضل الله وثوابه.
- حسن الظن بالله تعالى: وانتظار الفرج فليحسن الظن بالمكروه وأنه يمكن ان يكون به الخير الكثير.
- الدعاء: الدعاء من أقوى الما هى اسباب في دفع المكروه والظلم، وهو من أنفع الأدوية، ويعتبرعدو البلاء، فيدفع الظلم ويعالجه وهو سلاح المؤمن؛ كما في حديث علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء سلاح وعماد الدين ونور السموات والأرض"، وكما جاء أيضاً في حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وأنّ البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة" .
- من الأدعية المحبّب قولها لرفع الظلم والمكروه: "اللهم برحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
- دعوة المظلوم لا ترد ففي حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا ترد دعواتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين"
- الصبر: فالصبر مفتاح كل شيء فقال تعالى: "يأيها الذين امنو استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين".
- كثرة الاستغفار:الظلم يُرفع بالاستغفار، كما ان الاستغفار يرفع البلاء ويعالج الذنوب.
- أخيرا يجب التيقن بأنّ المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب، ويجب تجنّب الدعاء على الظالم والاكتفاء بقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وترك الأمر لله عز وجل فيوم القيامة يكن المظلوم في أعلى المراتب عند صبره.
إنّ مما يجدر ذكره أنّ الإنسان يؤجر على صبره على الظلم الذي لا يستطيع دفعه، أمّا الظلم الذي يستطيع دفعه فليس من الحكمة ولا الدين الصبر عليه فهذا من التهاون، ولدفع الظلم طرق ووسائل كثيرة تختلف حسب نوع الظلم والعلاقة بين الظالم والمظلوم.