طاعة الله
لا تقتصر طاعة الله تعالى على أداء الصلوات، والصيام، والحج، بل تتّسع لتشمل جميع الأعمال التي يقوم بها الإنسان أيّاً كانت، فإتقان الإنسان للعمل الذي يقوم به يعد طاعة من طاعات الله التي تزيد في ميزان حسناته ويؤجر عليها يوم القيامة، فصلاتك من الأعمال التي تثاب عليها يوم القيامة، كما أنّ عملك وتربيتك لأطفالك من الأعمال التي تثاب عليها يوم القيامة أيضاً لذا يجب التنسيق بين هذه الأعمال وعدم إهمال أحدها على حساب الآخر.
عندما تقول أريد أن أنظّم وقتي وحياتي في طاعة الله أوّل ما يرد إلى ذهنك أداة الصلاة في وقتها، وعدم تأخيرها والتوجّه إلى صلاة الجامع بكثرة، إضافةً إلى قراءة القرآن وختمه من فتره إلى أخرى، وإخراج مال الزكاة المترتب عليك، والعمل بالصدقات، وصيام رمضان والنوافل كيوم عرفة ويوم عاشوراء، وغيرها ممّا ذكر في السنة والقرآن لكنّك تغفل عن أمر مهمّ في طاعة الله وهو (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، أي أنّ أي عمل نقوم به على أكمل وجه يدخل في باب طاعة الله ونثاب عليه في الدنيا والآخرة.
تنظيم الوقت في طاعة الله
للحرص على عدم إهمالك لأمورك الدنيوية التي تدخل في طاعة الله يتوجب عليك تنظيم وقتك بين العبادات والطاعات والمهام الحياتية التي أوجبها الله عليك، فالرجل مسئول عن أسرته وتوفير الملبس، والمسكن، والغذاء لها، والعمل على تأمين حياة كريمة، وإذا ما قصر في ذلك فإنّه يقصّر في طاعة الله تعال، والأم المسؤولة عن شؤون بيتها ورعاية أطفالها وصون زوجها تعتبر خارجة عن طاعة الله تعالى إذا ما قصرت في ذلك، والموظف المؤتمن على وظيفته ومصالح الناس وتوفير الخدمة المناسبة لهم يعتبر مقصراً اتجاه ربه إذا ما قصر بأدائه لوظيفته، والإنسان المسئول عن نفسه وروحه إذا ما أهملها فإنه يخالف بذلك أوامر ربه في المحافظة عليها وعدم إلحاق الضرر بها.
لتضمن قيامك بهذه الأمور دون التقصير بأي منها أو الإغفال عنها فكل ما يلزمك هو تنظيم وقتك وذلك عن طريق تحديد تعرف ما هو مستعجل وما يمكنه الانتظار، فإذا ما حان وقت الصلاة وكان يتوجب عليك تنظيف المنزل فقدمي صلاتك على عملك لما لها من أجر أكبر، أمّا إذا ما حان وقت الصلاة وتعرّض أحد أطفالك لإصابة قوية تستلزم الإسعاف الفوري فقومي بتأخير صلاتك بعد تقديم العناية اللازمة لطفلك؛ وذلك لما للروح والمحافظة عليها من أهمية وفائدة كبيرة عند الله تعالى، ورتبي بقية أمورك عن طريق تحديد أولوياتك في الحياة.
