مقدمة
في المنطقة التي تقع شرق إسبانيا بالقرب من الناحية الشرقيّة من ساحل شبه الجزيرة الإيبيريّة تقع مجموعة من الجزر أو الأرخبيل التابع لإسبانيا وهي جزر البليار وهي تأتي في الناحية الغربيّة من البحر الأبيض المتوسط. تتكون جزر البليار من أربعة جزر رئيسيّة كبيرة وتحيط بها مجموعة من الجزر الصغيرة، وأكبر جزر البليار هي جزيرة ميورقة وهي العاصمة لهذا الأرخبيل، والجزر الكبرى الآخرى هي جزيرة منورقة وجزيرة إيبيزا وجزيرة فورمينيترا، وتعتبر جزيرة فورمينيترا أصغر هذه الجزر الأربعة، ولم يوجد لها ذكر عبر التاريخ إذ على ما يبدو أنّها كانت مهجورة. ومن الجزر الصغيرة التابعة لأرخبيل البليار هي جزيرة كابريرا، وهي بالإضافة لجزيرة ميورقة ومنورقة يطلق عليها اسم الجزر الجرداء بينما يطلق على جزيرة ابيزا وفورمنتيرا اسم الجزر الصنوبريّة.
سبب التسمية
تسمى جزر البليار باللغة الإسبانيّة إيسلاس باليارس، وكلمة البليار مُشتقة من اليونانيّة جيمنسي واللاتينيّة بالياريس، وهناك عدة آراء حول تسميتها بجزر البليار، فأحد الآراء يقول بأنّ تسميتها بجيمنسي باليونانيّة تأتي من كلمة جيمنوس وهي التي تعني عاري، وذلك كون أنّ سكانها كانوا عراة ولا يرتدون الملابس في معظم أوقات السنة كون أنّ المناخ في هذه الجزر يكون معتدلاً طوال السنة، وهذا الرأي ورد عن لسان الشاعر اليونانيّ ليكوفرون الكسندرا. أمّا الرأي الآخر فيقول أنّ التسميّة اللاتينيّة وهي بالياريس أتت من كون أنّ الشعب الذين سكنوا هذه الجزر كانوا بارعين في الرمايّة، بالتالي فإنّ كلمة بالياريس أو بالو تعني يرمي أو يطلق، وهذا الرأي الذي دعمه الغالبيّة العُظمى من الناس وقد روي عن لسان كتاب من اليونان والرومان. والمصطلح جمينتاس قد يعني أيضاً الجنود المسلحون بالأسلحة الخفيفة. وقد كانت تُعرف هذه الجزر من أيام حكم العرب للأندلس باسم الجزائر الشرقيّة.
سكان جزيرة البليار
ومن الناحيّة التاريخيّة فإنّه لم يتم معرفة الكثير عن السكان الأوائل والأصليين لهذه الجزيرة، فلا يوجد سوى بعض الأساطير مثل استعمار رودس لها بعد حرب طروادة، وما رواه الشاعر ليكوفرون بأنّ هناك حطام لسفينة قديمة تدعى سفينة بيوتيّة بقيت في هذه الجزيرة. وبالنسبة لرواية التي تقول بأنّ سكانها كانوا عراة طوال السنة فإنّ بعض الروايات كانت تقول بأنّهم لم يكون عراة سوى في فصل الصيف الحار وأنّ الفينيقين ألبسوا السكان الملابس الواسعة الفضفاضة. ومن الملوك الذين احتلوا جزر البليار ملك وندال وهو يدعى جايسرك وقد عرف بأنّه أعظم ملوكهم، وأنّه أدخل مجموعة من البلدان تحت سيطرته كانت جزر البليار واحدة منها وذلك بعد سقوط قرطاج. ومن ثُم ّقام جستنيان الأول بإعادة مجموعة من الجزر لدولة الرومان ومنها جزر البليار إضافة إلى العديد من الدول التي أُخذت منها. بعد ذلك قام القائد موسى بن نصير بغزو ثلاثة من جزر البليار وجعلها خاضعة لحكم الدولة الأمويّة بعد قضائه على ثورة البربر وفتح بلاد المغرب العربي. فيما بعد حدثت معركة العقاب قام على إثرها كل من ملك أراغون وكونت برشلونة جيمس الأول بضم هذه الجزر إليهم.