تحقيق الأماني ليس بالأمر السهل، فالأمنية تحتاج حتى تتحقق العديد من الصفات الداخلية التي يتوجب على الإنسان أن يتحلى بها حتى يستطيع أن يراها عملياً وفعلياً على أرض الواقع، ومن أبرز هذه الصفات أن يكون الإنسان صبوراً ومجتهداً وقادراً على العمل سواء لوحده أو ضمن مجموعة، بالإضافة إلى قدرته على الاختلاط بالناس لأنّ هذا الأمر يزيد من خبرات الحياة، كما ويتوجب أن يكون الإنسان متوفراً على قدر كبير من المعرفة والعلم، هذه هي أهم الصفات التي تلزم الإنسان حتى يصبح قادراً على تحقيق أمنيته.
كل إنسان لديه أمنية يتمناها وقد تختلف الأمنية في أنواعها فمثلاً هناك من يتمنى توقف الحروب في العالم، بالطبع هذه الأمنية لن يقدر هو عليها، والحديث هنا عن الأماني التي تكون على المستوى الشخصي كالنجاح في الجامعة أو الزواج أو كسب الكثير من الأموال أو أن يصبح عالماً في مجال يحبه.
ولتحقيق الأماني ينبغي أولاً أن يستطيع الإنسان تحويل هذه الأمنية إلى هدف، وأن لا تبقى في حيز الأماني، فإن بقيت أمنية فإنها لن تتحقق، فالهدف يلزمه السعي والعمل والتخطيط والإنتاج أما الأمنية فيلزمها الخيال الواسع فقط. ثم وبعد أن يضع الإنسان هدفاً رئيسياً وكبيراً في حياته، يتوجب عليه أن يقسم الطريق إلى هذا الهدف إلى العديد من الأقسام ومن المراحل المختلفة، وذلك حتى يسهل الإنسان عملية مراجعة نفسه إن أخطأ وحتى يسهل المسير إلى ذلك الهدف الذي يسعى خلفه، كما ويتوجب على الإنسان أن يراجع نفسه مع نهاية كل هدف فرعي من الأهداف التي يسعى خلفها هذا الإنسان، حتى يصحح الخلل إن وجد وأن يستطيع الإنسان العمل على تطوير نقاط القوة وتحسينها والاستمرار عليها وهكذا حتى يصل إلى هدفه الكبير والرئيسي الذي يسعى وراءه.
ومن أهم صفات الإنسان التي يجب أن يمتلكها هي الحماس والدافع الداخلي لتحقيق هدفه أو أمنيته على حد سواء، وأن تكون نقطة ارتكازه ودفعه داخلية وأن لا يعتمد على الآخرين في دعمه وتشجيعه على القيام بما يتوجب عليه هو أن يقوم به، فإن وصل الإنسان إلى مرحلة يستوي فيها تشجيع الآخرين مع ذمهم وانتقادهم فإن الإنسان فإنه يصل إلى مرحلة عالية جداً ورائعة جداً يستطيع بها أن يكمل طريقه بنجاح وبسلاسة ويسر كبيرين، كما يجب على الإنسان أن لا يكون جاهلاً بأية طريقة يمكن أن تسهل عليه مسيره إلى هذا الهدف المنشود أو الأمنية التي يسعى إليها.