إذا ما تحكّمت مشاعر الإنسان بالإنسان فإن ذلك قد ينبّئ بحدوث مشاكل وعيوب كبيرة وضخمة، فالأحاسيس عندما تقود الإنسان وتتحكم به في ظل التغييب الكامل للوعي وللعقل، يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل وعيوب لا تحمد عواقبها، بحيث تكون النتائج غير دقيقة بالمرة، ومن هنا فإنّ الإنسان بحاجة تامّة إلى أن يتعلم كيف يستطيع أن يتحكم بمشاعره وأحاسيسه، وهو بحاجة أيضاً لأن يتعلم كيف يستطيع استعمال عقله دائماً وفي كافّة الظروف والأحوال حتى يستطيع أن يكون دقيقاً في أخكامه التي يطلقها، وبالتالي التعامل الأمثل والعادل مع كافّة الناس ومع كافّة الظروف والمتغيّرات التي تحيط به،
حتى يتحكّم الإنسان بعواطفه ومشاعهره، وحتى يمنعها من أن تسيطر عليه سيطرة تامة وكاملة يتوجب على الإنسان أن يعمل على أن يعرف حجم مشاعره السلبية ويدرك تماماً إلى أي مدى يمكنها أن تصل به، فالمشاعر السلبية تعتم على الأفكار وتعطل ملكة العقل التي وهبنا الله تعالى لنا، ولا يكمن الحل الأمثل للتعامل مع هذه الأحاسيس بدفنها وعدم الاعتراف بوجودها، بل إنه يكون بالوعي الكامل بها وبإدراكها وفي نفس الوقت التعامل الحكيم معها، وعدم تركها تسيطر على حياتنا وتمنعنا من الإنتاج والسعي والعمل. كما أن لمعرفة مصدر هذه الأحاسيس التي اتت منه من أعماق النفس الإنسانية، دور كبير وفعال في عملية التحكم بهذه الأحاسيس، إذ أن التحكم التام في هذه الأحاسيس، يكون عن طريق إدراك أن هذه الأحاسيس هي احاسيس ليست ثابتة ولا دائمة بل هي تمر مروراً في نفس الإنسان. كما أن لمحاربة ما هى اسباب السعادة وسعة الحياة والانغلاق والتقوقع على الذات والغوص في هذه المشاعر فقط دون الأخذ بعين الاعتبار أية عوامل أخرى، أثر كبير في سيطرة المشاعر السلبية على الإنسان، فالإنسان يتوجب عليه أن بنفتح دائماً على كل تعرف ما هو جديد، كما ويتوجب عليهم أن لا يكون دائم الالبحث عن كل ما يسبب له السعادة و يفرحه و يزيل الهم و الغم عن قلبه و أن يبتعد عن الأخيرة قدر الإمكان، حيث أن الهم والغم يساعد المشاعر السلبية في قلبه على الظهور و النمو مرة أخرى، هذا مع العمل التام والسعي الكامل وراء السيطرة على هذه المشاعر، و عدم السماح لها بالسيطرة التامة والامتداد، و أن نكون أقوى منها، حيث أنّه و كما قلنا يتوجب معرفة مصدر هذه الأحاسيس و التعامل المباشر مع هذا المصدر و معالحته قدر الإمكان.