الغضب
الغضب هو ردّ فعل عاطفي، وشعوري، وتلقائي، ومثير يهدّد الفرد ويعتبر خطراً عليه؛ كشعورنا بالظلم، أو التعب، أو حدوث شيء خلاف تعرف ما هو متوقع، والغضب طاقة هائلة تحدثها استجابة انفعاليّة ترافقها علامات و دلائل جسدية متمثلة بضخ الدم في الجسم، وثوران للعقل، وتسارع في نبضات القلب؛ لذلك يعتبر الغضب في مراحله المتقدمة ودرجاته العميقة خطراً يُهدّد حياة الإنسان وليس فقط كينونته.
أنواع الغضب
- الغضب السلبي: في هذا النوع من الغضب يظهر الفرد مظاهر عديدة للغضب كالصراخ، والشتم، والضرب، والتكسير،وغيرها، إلا أنه لا يحصل على أي نتيجة من غضبه، فمثلاً قيام الطالب الغاضب بالشتم والضرب لزميله الذي أخذ كتابه، بذلك يكون غضبه سلبيّاً؛ لأن غضبه لم يساعده على استعادة كتابه.
- الغضب الإيجابي: وهو ذلك الغضب الذي يعدّ بمثابة الحافز والدافع، والذي يحوّل الغضب من مظاهر هدم إلى مظاهر بناء، فمثلاً الطالب الذي فشل في الامتحان سيغضب، ولكن غضبه هذا سيجعل منه تحدياً للنجاح في المرة المقبلة؛ ففي هذا النوع من الغضب يتحوّل الغضب إلى طاقة تدفع الفرد للوصول وتُعطيه الأمل في الحصول على ما عجز عنه سابقاً .
كيفيّة التحكّم بالغضب
- تحمل المسؤولية: اعترف أنك شخص غاضب وسريع الاستثارة، تعرّف على ما هى اسباب غضبك، لا تسقط غضبك الداخلي على الآخرين، فما تعانيه يخصك وحدك.
- راقب علامات و دلائل غضبك: أنت أكثر شخص تعرف نفسك وتعرف الأعراض السابقة لغضبك؛ فالغضب لا يحدث فجأةً بل هو حصيلة تفاعلات تنتهي بانفجارك،عند إحساسك بهذه العلامات و دلائل حاول أن تبتعد عن المكان أو الموقف، ومن هذه العلامات: التعرّق، وارتفاع الصوت، وسرعة نبضات القلب، وحركات نمطيّة باليدين أو القدمين، وتشويش يفصلك عن الواقع، وغيرها من العلامات.
- تقبّل وجهات نظر الآخرين: الأشخاص الغاضبون أشخاص متطرّفون؛ فالأمور بالنسبة لهم إمّا صائبة (رأيهم بالتأكيد)، وإمّا خاطئة (الرأي المقابل لهم)، فهم متمركزون على ذواتهم لا يقبلون الاختلاف.
- استمع ولاحظ وراقب: اسمح للآخرين بالتعبير، لاحظ رسائلهم لك، اعط نفسك دقيقة للتفكير في الأمر، راقب طرق ووسائل الآخرين في التصرف، ثم تصرّف؛ فمعرفتك ماذا يريد الطرف الآخر بالتأكيد سيقلل من فرص غضبك.
- غيّر وضعيتك: كما أوصانا الرسول - صلى الله عليه و سلم - في الحديث، عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ". فتغيير الهيئة يحوّل مراكز الانتباه من الموقف المُحفز للغضب إلى غيرها ممّا يشتت الشعور بالغضب و يُطفئه.
- عُدَّ للعشرة: أي امنح نفسك الوقت قبل أن تغضب، حاول حساب فوائد الغضب ومخاسره في الموقف، ستجد أنّه ربّما لا يستحق غضبك .
- أجّل ردت فعلك: لا تتصرّف مباشرةً بعد الموقف المُحفّز للغضب، غضّ الطرف عن التصرف، ربما ستجد حلولاً احسن وأفضل من الغضب عند التفكير من أكثرمن جانب.
- تحدث عن غضبك: بالتأكيد أنّ هناك صديق ترتاح عند التحدث معه عن الأمور التي تغضبك، عند التنفيس عن أزمة الغضب لديك ربما تجد حلولاً أو طرقاً للتصرف لا تستدعي الغضب.
- استرخ: مارس رياضة تساعدك على تفريغ شحنات غضبك، امشِ، ومارس التأمل، وتنفّس جيداً؛ فهذا الأمر من شأنه أن يُزيح الغضب.
عندما جاء الأعرابيّ إلى الرّسول الكريم - صلى الله عليه وسلّم - وطلب منه أن يوصيه، قال الرسول: " لا تغضب" وكرّرها ثلاثاً، وهذا إذا دلّ فإنّه يدل على ما في الغضب من شر كبير، وخطر جسيم؛ فالمرء إذا غضب أساء التصرّف، وتوقّف التفكير، فتراه تائهاً هائماً لا يعرف ماذا يريد، وأمّا إذا تحكّم بغضبه ستحمد نتائج أفعاله، وستجده فائزاً بعدما كان يمكن أن يكون خاسراً، وصاحب هدف بعدما كان هائماً تائهاً.