الإنسان كائن طموح بطبعه وبفطرته التي خلقه الله تعالى عليها، حيث أنه دائماً يضع الأهداف نصب عينيه والتي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيقها، وتتنوع هذه الأهداف ما بين الأهداف الكبيرة والعظيمة وما بين الأهداف الصغيرة سهلة المنال، إلا أنها كلها تشترك في كونها أهدافاً تحتاج لإنسان يسعى وراءها ويحققها، وتحتاج أيضاً إلى بذل الجهد من أجلها، والجهد متناسب بلا شك مع حجمها وقدرها. هناك البعض من الناس الذين رضوا بما حدث وبما يحدث وبما سيحدث لهم من أمور في هذه الحياة فهم لا يطمحون ولا يطمعون بالمزيد، وهؤلاء الناس ربما أنهم لم يعلموا أن الإنسان قد خلقه الله تعالى لهدف وأنّه لك يخلق أي شيء عبثاً بل لحكمة بالغة لا يعلمها إلا هو، وهذا من شأنه أن يدفع الإنسان ويحفزه إلى فعل الاحسن وأفضل من الأمور ويحفزه أيضاً إلى أن يختط خطة له في حياته يرضاها هو، ومن هنا فالواجب والمفروض أن يعرف كل إنسان حجمه ومكانته ويعي هذه المكانة الكريمة والعزيزة التي كرمه الله تعالى بها وشرفه، وأن يدرك قدراته ومكامن قوته ومكانته التي يمتلكها والتي يتميز بها عن غيره ويسعى في سبيل تطويرها والعمل لأجلها من أجل أن يسعد في الدنيا والآخرة أيضاً، فالآخرة هدف عام يشمل المليارات من الناس، الذين يسعون وراءها بكل ما يمتلكونه من قوة، وهو هدف ليس محصوراً على أفراد زمن معين بل هدف ممتد عبر السنين والعقود منذ نزول الرسالات إلى يومنا هذا.
طريقة تحقيق ما نريده أي أهدافنا واحدة، وتختلف التفاصيل الدقيقة باختلاف الهدف العام والكبير، إذ أنه يجب أولاً أن تحدد معالم الطريق الذي يتوجب علينا أن نسلكه، بالإضافة إلى تحديد الطرق ووسائل والخطط البديلة لمواجهة ومجابهة أي طارئ قد يطرأ علينا خلال مسيرنا نحو ما نهدف وما نطمح إليه، وبعد ذلك يتوجب علينا أن نقسم هذا الطريق الذي قررنا أن نسلكه إلى محطات وأجزاء، فكل جزء يعني هدفاً فرعياً فمثلاً إن كان هدف الإنسان الزواج عند سن الـ 30، فالأهداف الفرعية تكون في هذه الحالة أن يكمل تعليمه الجامعية عند سن الـ 22 وهذا هو الهدف الفرعي الأول، ثم أن يجد وظيفة في سن الـ 23 وهذا هو الهدف الفرعي الثاني، ثم أن يتطور في وظيفته كل سنتين مثلاً وهذا هو الهدف الفرعي الثالث، وأن يكون قد وفر تكاليف الزواج عند سن الـ 30 وهذا هو الهدف الفرعي الرابع. كما ومن هنا نلاحظ أهمية وفائدة أن نضع هذه الخطة ضمن إطار زمني معروف، وأهمية وفائدة أن نراجع أنفسنا عند نهاية كل هدف فرعي.