الاعتكاف
الاعتكاف في اللغة (كما ذكر في المعجم الوسيط) هو الإقبال على الشيء ولزومه وعدم الانصراف عنه، وعلى عكس تعرف ما هو معروف عند أغلبية الناس فإن الاعتكاف يكون في خير أو في شر، كما قال تعالى في الآية الكريمة: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون}، [سورة الأنبياء: 52]. أما تعريفه في الشرع فهو لزوم المسجد والإقامة فيه بقصد التعبد لله تعالى والتقرب إليه.
حكم الاعتكاف
الاعتكاف سنة مشروعة ومستحبة، وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يعتكف، وكان يختص العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف، وقد قام بذلك أزواجه وصحابته رضي الله عنهم. ويصبح حكم الاعتكاف واجبا، في حال قام العبد بالنذر لله تعالى بالاعتكاف.
فضل الاعتكاف
لا بد من ذكر فضل الاعتكاف والحكمة من مشروعيته وهي كثيرة، فبها يتقرب العبد إلى الله تعالى ويكسب فيه أجورا مضاعفة، ويتخذ منه فرصة للتكفير عن ما وقع منه من ذنوب، فيخرج العبد من اعتكافه أشد إيمانا وأكثر صلة بالله تعالى.
الاعتكاف عبادة موسمية غير محددة بزمن، ولعل ما يزيد من فضائله هو في كونه عبادة تقام في خلوة، وهذا مما يدعو العبد على الإقبال على الله تعالى بإيمان أكبر واستشعار عظمة الله وقربه إليه، وبالاختلاء يحمي العبد نفسه من الوقوع في كثير من الذنوب التي تنتج من مخالطة الناس وكثرة الكلام.
شروط الاعتكاف
للاعتكاف شروط لا يصح إلا بها، ومنها:
- الإسلام: حيث لا يقبل الاعتكاف إلا من مسلم، ولا يصح من كافر أو مرتد.
- الطهارة: ويقصد هنا الطهارة من الحدث الأكبر، فلا يصح الاعتكاف من حائض أو نفساء أو من جنب، وإن حدث شيء من هذا فعلى المعتكف الخروج من المسجد.
- النية بالانقطاع والتعبد ابتغاء وجه الله.
- أن يتم الاعتكاف في مسجد تصلى فيه الفرائض جماعة.
- المكوث في المسجد، فلا يصح الاعتكاف ولا يتم إذا خرج المعتكف من المسجد في غير ضرورة، مثل قضاء حاجته أو جلب طعامه.
- لا يجوز للمعتكف إتيان زوجته بجماع، لقول الله تعالى: { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون} [سورة البقرة: 187].
طريقة الاعتكاف
يتم الاعتكاف في مسجد تصلى فيه الصلاة جماعة. ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وزوجاته الاعتكاف في غير المساجد. ويستحب للمعتكف الإكثار من ذكر الله من تسبيح واستغفار، وقراءة القرآن والصوم.