فرق السن بين الزوجين
نعيش في مجتمع له نظرة حياديّة متعصّبة عندما يكون الموضوع خاصاً بك، هكذا هم يرونك دائماً فأر التجارب حتّى في الأمور الخاصّة والشخصيّة وعن موضوع الفرق بين الزوجين أتحدّث عندما كنت صغيرة طالما سمعت أنّ الحب أعمى ولكن عندما أحببت كانت الطامة الكبرى بأنّني أحببت من هو أصغر منّي، من قال بأنّ الرجل يجب أن يكون أكبر من الفتاة حتّى تكتمل العلاقة بينهم.
فارق السن بين الزوجين حديثاً
- لم تعد النساء الأكبر سناً يظهرن كبيرات في السن بفضل التقدّم الطبيّ، والرياضة، والحمية الغذائيّة، والعناية الصحيّة والتجميليّة، فأصبح بإمكان السيدة أن تظهر بهيئة أصغر عمراً.
- لم تعد هناك عوائقٌ صحيّةٌ تمنع السيدة الكبيرة في السن من أن تنجب.
- لم تعد هناك محاذيرٌ على المطلقات أو الأرامل من تكرار تجربة الزواج.
- لم تعد النساء متطلباتٌ كثيراً في اختيار الزوج، فهنّ يبحثن عن الرفقة الطيّبة، والمودّة والألفة.
- بعض النساء يفضّلن الرجال الأصغر سنّاً، والأقلّ تطوّراً مهنيّاً حتّى يركز اهتمامه عليها وعلى أعمالها وحتّى أطفالها إذا كانت تملك الأطفال.
- من جهتهم، يجد الرجال الأصغر سناً النساء أكثر خبرةً وتجربةً في الحياة، وخصوصاً في الحياة الجنسيّة، والناحية الماليّة.
ما هى اسباب هرم المرأة
لو نظرنا إلى هذا الموضوع من جانب آخر وهو طبيعة حياة المرأة، فإنّ الحياة الاجتماعيّة، والعادات والتقاليد تفرض طريقة محدّدة لتعامل المرأة مع الرجال أو الاختلاط معهم وحتى لو وجد الاختلاط فيوجد وازعٌ دينيٌ يضع المرأة في منتصف الطريق، أي أنّها لا تستطيع فهم الرجل وطبيعته وعاداته وتعرف ما هو مناسب بالنسبة له عمّا دون ذلك، ولهذا نجد أنّ المرأة العربيّة الشرقيّة في تقع في فجوة فكريّة كبيرة مقارنة مع الرجل، وحتّى تتمكّن من التخلّص منها، فالاحسن وأفضل أن ترتبط بمن هو أصغر منها أو يقاربها سنّاً حتّى تتمكّن من التقليل من هذا الفراغ الفكري، ويمنح الزوجة دراية بالعديد من مواقف الحياة وطريقة التعامل معها.
أمّا ناحية الشكل الخارجي وآثار السنين فهي لن تظهر على المرأة فقط، بل ستظهر على كل كائن حيّ تعدّى الخمسين سنه من عمره، ومن قال بأنّ العاشقة تهرم، فالمرأة لا تهرم من مرور الأيام والساعات والدقائق من عمرها، ولا تهرم من مشاكل وعيوب الحياة ومصائبها، ولا من السكن في بيت أجار أو في منزل حماها، بل تهرم عندما يكون قلبها في منزل وجسدها في منزل آخر مع شخص غريب، وتهرم عندما تضطهد في بيت الزوجية مع من هو أكبر منها عمراً، ولا يستطيع أن يتعامل معها بل يأمرها كونه كما يقولون صاحب السيادة.
تهرم عندما ترى زوجها يعامل جميع نساء الأرض برقّة ورقيّ، ويعاملها كأنّها خادمة مستأجرة، وتهرم عندما ترى زوجها ينظر بلهفة إلى حبيبته السابقة ويتمعّن بها وينساها إن كانت موجودة في نفس المكان، كما تهرم عندما تحارب كي تسمّي بكرها على اسم حبيبها حتّى تتغنّى وتشعر بأنوثتها مع كل نداء له، هكذا تهرم المرأة يا مجتمعي.
ارتقوا قليلاً وهل نسيتم رسولنا الكريم عندما تزوّج وهو في الخامسة والعشرين من عمره بالسيدة خديجة رضي الله عنها البالغة أربعين سنة، أي بفارق خمس عشرة سنة، وكان هذا الزواج هو الأعظم والأنجح على مرّ الأزمان، فكانت سيّدتنا خديجة هي أوّل من آمنت به من شدّة حبّها له، ورداً على ذلك لم يتزوّج صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاتها وفاءً لها، وهذا دليل على أنّ الزواج الناجح قائم على الاحترام والحبّ والصدق والتفاهم والاتصال الروحي ما بين الزوجين ولم يكن يوماً من الأيام قائماً على فرق سنّ، أو شكل، أو دراسة، ومن أعظم من سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم لنقتدي به.