لا يوجد حد تستطيع الأعمال الخيرية الوقوف عنده، فهي متنوعة تستطيع أن تشتمل على كافة مناحي وجوانب الحياة، فقد تكون بالتبرعات العينية أو النقدية، أو بمكافحة الأمية أو بمكافحة انتشار مرض معين أو بمساعدة شخص على قطع الشارع أو بمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم أو ببناء مساكن للفقراء أو بدعم المشاريع الصناعية التي تشغل العاطلين عن العمل أو بزيارة المرضى والمسنين أو بكفالة الأيتام واللقطاء وغيرها العديد من الأعمال الخيرية التي لا تعد ولا تحصى. والجميل بالأمر أن العمل الخيري يعطي صاحبه القدرة على زيادة منسوب إنسانيته، فهو يمد صاحبه بطاقة غير عادية.
لهذا كله لم تخل ثقافة أو دين أو فكر من الحث على الأعمال الخيرية وتكثيرها بين الناس لما لها من آثار إيجابية بين الناس فهي تزيد التواصل والمحبة والتكافل، وتقلل الفقر خصوصاً وإن كانت أعمالاً خيرية مدروسة وواعية تهدف إلى تنمية اقتصاد الدولة وزيادة اعتماد الأفراد على أنفسهم عن طريق تزويدهم بالمهارات اللازمة لإنشاء مشارعيهم الخاصة أو في تطوير وظائفهم أو في منحهم الوظائف إن كانوا من العاطلين عن العمل، فقد تكون هذه المهارات ذات علاقة مباشرة في تخصصاتهم أو أنها تكون بعيدة عن هذه التخصصات ولكنها ذات علاقة في تنمية شخصياتهم وقدراتهم الذاتية ومنحهم القدرة على إدارة مواردهم بكفاءة واقتدار، مما يدعم الدول ويحقق الاكتفاء الذاتي ويقلل من الفقر والبطالة والتطرف ونسبة انتشار الجريمة وغيرها من الأفكار والأمراض المجتمعية.
فالجمعية الخيرية هي تجمع لعدة أشخاص، يكون هدفهم فعل الخير في مجال معين، فيؤسسون الجمعية، ويضعون لها أميناً عاماً وهيئة إدارية تشرف على إدارة هذه الجمعية وتطويرها والعمل على إيصال كافة الأعمال إلى مستحقيها، كما أن هذه الإدارة تكون مسؤولة عن الموارد المالية والتي عادة ما تكون من التبرعات. وتتولى الإدارة أيضاً المهام الإعلامية المتعلقة بالجمعية.
لاقت الجمعيات الخيرية رواجاً كبيراً في مختلف أرجاء العالم، فقد استطاعت هذه الجمعيات تطوير أعمالها لتشمل كافة المجالات الصحية والعلمية والمجتمعية كالجمعيات التي تكافح الفقر والبطالة والتي تهتم برعاية الأيتام ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة واللقطاء ومنها ما يكافح الأمية ومنها ما يعمل على تنمية القدرات والمهارات ودعم المشاريع الإقتصادية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والاهتمام بالمرأة وحقوقها والطفل وحقوقه، والكثير من الانواع المختلفة لأشكال الاعمال الخيرية.
ولكن المشكلة تكمن في الترويج الحكومي الذي يزيد عن حده في بعض الأحيان لأعمال الخير، فالأعمال الخيرية مطلوبة، ولكن هذه الجمعيات مهما وصلت درجة توسعها وقوتها المادية والمعنوية إلا أنها لن تحل محل القوة والنفوذ الحكومي في حل المشكلات، فلا ينبغي للحكومة الاتكال على الجمعيات الخيرية لحل مشاكلها، ولا ينبغي أيضاً على من يحبون فعل الخير إقناع و ماسك الناس بأن الاعمال التطوعية هي الحل لجميع المشاكل، فهذه المعادلة الصعبة يجب التنبه لها خصوصاً في دولنا.