التجصيص كلمة دالة على مصدر للفعل جصص، و جصص في اللغة تعني إستخدم مادة الجص، و الجص كلمة غير عربية الأصل و لكنها دخلت المعجم العربي منذ زمن قديم جدا، و الجص عرف بأسماء أخرى كثيرة جداً، و من أسمائه الكلس و الجير و الجبس، و هو عبارة عن مادّة ترابية بيضاء تعجن بالماء فيصير قوامها لينا ثم بعد أن تجف تصبح يابسة القوام.
تتكوّن مادة الجص من خام من كبريتات الكالسيوم المائي الطبيعي المتبلور ، و لونه ما بين البياض و اللّون الصدفي، و قد إستخدم منذ قديم الزمان في تلزيق الحجارة و تقويمها و في طلاء جدران البيوت من الداخل و الخارج لأنّه ذا لون جميل، و كذلك إستخدم في الطب في تجبير كسور و شعور العظام.
لا زال الجص ( الجبس ) يستخدم على نطاق واسع حتى يومنا هذا في الطب كمجبر للكسور العظمية، و كذلك يستخدم على نطاق واسع في مجال الديكورات في المنازل فبه تزيّن سقوف البيوت و جدرانها بأشكال جصية رائعة الجمال، كما يمكن دهانه بألون مختلفة لزيادة الجمالية.
و يقصد بتجصيص القبر إستخدام الجص في عمل جدران أو مجسمات مرتفعة على القبر من هذه المادة بهدف تمييزه عن غيره من القبور، و على أصح روايات الحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أنّ هذا الفعل غير جائز، و السبب الراجح في ذلك أنّ مادة الجص مادة غالية الثمن و إستخدامها على القبور يعني تشريفا للقبر غير محمود في أصل الدين، فلم يرد عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه إستخدم سوى الطين او بعض الحصى الصغيرة لتثبيت ذلك الطين على القبر، أمّا ما زاد على ذلك فيعد مغالاة، لذلك دعا النبي إلى إزالة أي أثر لتشريف القبر سواء كان ذلك بالجص أو غيره مما أستحدث من مواد فلا يجوز إستخدام الرخام و السيراميك و المعادن أو أي شيء أخر في جعل بنيان على القبر مطلقاً.
