تعدّ الرّواية من الفنون الأدبيّة السرديّة النثريّة الطويلة ، التي تكون أحداثها وشخصياتها خيالية ومتسلسلة كقصّة ، ولكنّها طويلة ، إضافة لتعدّد أماكنها وشخصياتها.
أول ما عرفت الرواية كانت في القرن الثامن عشر ، وتحديداً في أوروبا ، حيث صنّفت على أنّها من الأجناس الأدبيّة المؤثّرة ، المعتمدة على عناصر السّرد الكاملة من الحوار الطويل ، والصراع المتأزّم الذي يدور بين شخصياتها ، والوصف المتقن للأماكن ، والأحداث المحبوكة بعناية .
- شخصيّات الرّواية :
إنّ الأشخاص الواردة في الرّواية هي أكثر ما يُجذب إليهاالقرّاء ، فلذلك يجب أن تكون الشخصيات ذات أبعاد ، من نقاط قوة وضعف وأمل وخوف وأهداف تصبو إليها وخيبات أمل عديدة ، كما كل الشخصيات في العالم الحقيقي .
وتكون شخصيّة البطل الديناميكيّة المرنة هي محور الرّواية الأدبيّة ، التي تتعرّض لأحداث كثيرة تكون مليئة بالتحدّي والشرور والمواجهات ، ويتخلّل حياته فترات يأس وفترات مواجهة الشرّ ، ليعطي في نهاية الرّواية العبرة مما تعلّمه خلال رحلته الطويلة.
ودائماً تكون الشخصيّة الثانية في العمل الروائي ، هو الندّ للبطل ، أي الخصم الذي يكون مليئ بالشرور بصورٍ متعدّدة ، ليُهزم في النهاية على يد البطل ، إن كان جسدياً أم نفسياً ، أو ترويض الشر الذي بداخله مما وجده من حكمة البطل .
تتخلّل الرواية الكثير من الشخصيات التي يتّكئ عليها العمل ، تكون كالكومبارس في الأعمال المرئيّة ، أي الشخصيات المساعدة ، التي تساعد في إتمام بناء الرواية ، لها أدوار ثانوية ، ولكنّها أساسيّة لإتمام العمل.
- فنيّة الرّواية :
يعرف في الرّواية (الحبكة ) التي لها نوعان:
1. حبكة نمطيّة : التي تأتي بتسلسل الأحداث من بدايتها وحتى الخاتمة .
2. حبكة مركبة : التي تأتي بعرض الخاتمة أولاً ، ثمّ تسرد الأحداث التي توالت .
- موضوع الرّواية :
هو كلّ القيم المقدّمة في الرّواية ، والتي هي أساس الحدث في الرواية ، والموضوع هو المضمون ككل ، وهو الهدف من وراء العمل ، وهو الدرس إن صحّ التعبير الذي ممكن أن يتعلّمه القارئ .
ولا بدّ في الرواية من وصف الزمان وتحديده بكلّ أبعاده وتقديراته ، الذي يُعرف بزمن الرواية ، الذي هو الأيام والأشهر وربما السنين أحياناً . وأيضاً لوصف المكان الأهميّة الكبرى ، حيث يتعايش القرّاء مع كل الأحداث الموصوفة ، فيألفوها ويعيشونها وكأنهم قد زاروها حقاً .
ولا بدّ في الرّواية من وجود العقدة ، التي يبدأ فيها الصّراع والإثارة والتشويق ، وتتصاعد الأحداث من خلالها لتصل إلى ذروتها ، وبتدأ كل الأمور تتشعّب وتتوضّح ، وبحوارٍ شيّق بين شخصين أو أكثر ، وبلغة غير رسمية لتكون أقرب إلى الحياة العاديّة التي نعيشها ، وبنبرات ولهجات أماكن حدوث الرّواية ، لتحلّ العقدة في النهاية التي هي أقلّ المراحل إثارة ، ويحلّ الصراع الذي هو آخر مرحلة ينهي فيها البطل أحداثاً عاشها .
تبقى الرواية عملاً فنياً بامتياز ، قلّما نجد روايات تمتعنا ، وقلما نجد روايات تستحقّ القراءة ، ولكنها إن وجدت تعيش طويلاً ويستحق كاتبها الثناء والتشجيع ، ويستحق عليها لقب أديب .